حان الوقت اليوم لتردوا الدين! نعم حان الوقت لتردوا جميعاً.. شعوباً وحكومات وجامعة عربية الدين.. وتؤكدوا وفاءكم لمصر العزيزة.. مصر العربية فكراً وعقلاً ووجداناً.. وتاريخاً.
مصر تمر اليوم بمحنة لعلها الأخطر فى تاريخها، فهناك أزمة عميقة بين الشعب والنظام.. وكل يوم يمر.. يهدد بتفاقم الأزمة.. التى حتماً ستكون لها تداعيات مخيفة على الأمة العربية، فحقائق التاريخ والجغرافيا تؤكد أن قوة الأمة من قوة وتماسك مصر.. والعكس صحيح.
وأمام هذه الحقائق علينا أن نساعد جميعاً شقيقتنا الكبرى مصر لتخرج من هذه المحنة، ولنكن أوفياء لها.. فهى لم تبخل يوماً علينا وعلى الأمة بشىء وضحت بالغالى والنفيس من زهرة شبابها وثرواتها من أجل عزة الأمة وأبنائها.. وحان الوقت الآن لنرد جميعاً الدين.
مضى الآن أسبوعان على وقفة الشباب المصرى فى ميدان التحرير، أو ساحة الحرية كما يحلو للبعض أن يسميه اليوم.. وخلالهما سمعنا عشرات القصص المؤلمة التى تؤكد أن هناك أسباباً عديدة دفعت هؤلاء جميعاً للاحتجاج.
فهم يعانون فى البحث عن لقمة العيش والعمل والسكن والعلاج، وكلها مطالب أساسية يفتقرون إليها ولعلها قنبلة كامنة موقوتة إذا لم ينزع فتيلها فوراً يمكن انفجارها فى أى لحظة.
لكن الأخطر من هذا كله هو أن هذه الاحتجاجات التى دخلت أسبوعها الثالث كبدت، ومازالت تكبد مصر خسائر فادحة، ستجعل من تلبية هذه المطالب أمراً صعباً جداً، خاصة أن السياحة والبورصة والاقتصاد المصرى تأثرت كثيراً، فضلاً عن الدمار والخراب الذى حدث فى مختلف مواقع وأنحاء البلاد.
علينا أن نفكر بحل لمساعدة إخواننا فى مصر، بينما هم منشغلون بثورتهم النقية، وأن نمد لهم يد العون، ونرد لهذا الوطن العزيز الدين، ولهذا أطالب الأشقاء فى دول مجلس التعاون الخليجى، وقادة الدول العربية، بالعمل بسرعة على تخصيص صندوق تشرف عليه الجامعة العربية يخصص لإزالة الآثار والتداعيات الخطيرة لتضرر الاقتصاد المصرى، وتلبية الاحتياجات والمطالب الأساسية للأغلبية الفقيرة المتضررة من هذه الأزمة.
كما أدعو الشعوب العربية كلها والكويت فى مقدمتها لفتح باب التبرع بشكل عاجل لمساعدة أشقائهم المصريين الذين يستحقون الآن أن نقف معهم وأن نؤازرهم فى هذه المحنة.
إننى أدعو الجامعة العربية للتحرك السريع ودون تأخير للعمل على وضع هذين الاقتراحين موضع التنفيذ، لكى نخفف من وطأة هذه الأزمة، فشأن مصر اليوم هو شأن الأمة العربية جمعاء.