أعلنت جماعة الإخوان المسلمين، رفضها خطاب الرئيس مبارك، الذى أعلن فيه تفويض سلطاته لنائبه عمر سليمان بموجب الدستور، وإجراء تعديلات دستورية، كما رفضت دعوة «سليمان» المتظاهرين للعودة إلى ديارهم، ووصفت الجماعة الخطابين بأنهما ضمن منظومة الأحاديث الخادعة، التى يريدان بها الالتفاف على مطالب الشعب.
وقالت الجماعة فى بيان أصدرته أمس: «إن الخطابين اللذين أصدرهما مبارك ونائبه مرفوضان تماماً من الشعب، فقد خرج علينا مبارك ببيان صاعق يؤكد فيه أنه لايزال يمسك بزمام الحكم، وينقض آخره أوله، وظل يتحدث عن أنه سيفعل ويفعل، ثم يعود ليقرر أنه فوض نائبه فى كل صلاحياته، ولا يمكن تصنيفه إلا ضمن منظومة الأحاديث الخادعة التى يريد بها أن يلتف على مطالب الجماهير، وعلى رأسها تنحيه الكامل عن الحكم، إن كان يحترم إرادة الشعب ويحرص على مصالح الوطن وأمنه واستقراره، وإلا فإن الجماهير سوف تظل فى ثورتها حتى تتحقق مطالبها».
وأضاف البيان: «إن الخطاب الذى ألقاه عمر سليمان، لم يضف جديداً، بل أفقده كثيراً من تقدير الناس له لأنه قدم نفسه باعتباره امتداداً للنظام ورئيسه، محاولاً بإجراءات ثانوية القفز على مطالب الشعب الأساسية الجوهرية، داعياً الجماهير للعودة إلى ديارهم دون تحقق شىء ملموس من شأنه أن يفتح نافذة أمل لحياة حرة كريمة عادلة، فلاتزال السياسات هى السياسات.
وتابع: إن الديمقراطية التى يتشدقون بها تفرض النزول على إرادة الشعب، ومصلحة الوطن تفرض على من يزعم الوطنية وحب الوطن أن يؤثرها على مصلحته ومصلحة أسرته، فليرحل مبارك مختاراً قبل أن يرحل مكرهاً، لأن أسلوب الاستعلاء على الشعب والتصلب والعناد من شأنه أن يزيد الثورة ثورانا، وها نحن أولاء نرى أنها تتسع وتزداد جغرافياً وفئويا وعددياً، والذى نخشاه أن تزيد خسائر البلاد وتتضاعف.
وقالت الجماعة فى نهاية بيانها: «أيها الشعب المصرى البطل، فقدرك أن تواجه نظاماً متغطرساً متجبراً يراهن على نفاد صبرك وقصر نفسك، فأثبت له طول صبرك وشدة عزمك وإصرارك على استعادة حقك فما ضاع حق وراءه مطالب، فلتستمر فى ثورتك مهما طال الزمن ومهما بلغت التضحيات، فالله لا يضيع عمل المصلحين».
من جانبه، قال الدكتور محمد جمال حشمت، عضو مجلس شورى الإخوان: «إن خطاب الرئيس مبارك كان محبطاً للغاية، ويؤدى إلى نهاية سيئة وليس له أى مبرر، ولا يحقق أى مصلحة للوطن، الذى نحاول جميعاً الحفاظ عليه».
وقال صبحى صالح، القيادى بالجماعة: «خطاب الرئيس مبارك وتفويضه لسليمان كان مخيباً للآمال ومتأخراً كالعادة، مشيراً إلى أن حديث الرئيس عن تعديل مواد فى الدستور وإلغاء العمل بالطوارئ كلام جيد لكن ننتظر تنفيذه».
السبت فبراير 12, 2011 7:59 am
