قال الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن على مبارك أن يرحل بشكل فورى، مشيراً إلى أن المصريين على استعداد أن يعطوه «خروجاً آمناً وبكرامة»، وأضاف البرادعى فى مؤتمر صحفى عقده فى وقت متأخر، أمس الأول، بمنزله أنه لا أحد يريد لمبارك أن يرحل مهاناً، لأن هذه ليست مسألة شخصية، وإنما مسألة إصلاح ومستقبل وطن، مؤكداً أنه لا يجوز استبعاد أى شخص بالنظام من الخروج من الحكم الآن.
وأشار إلى أنه يحترم عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية، كضابط أدار كثيراً من الملفات لكن البعض يرونه جزءاً من النظام، نافياً أن يكون أى فرد من النظام عرض عليه إجراء حوار حول مستقبل مصر فى إطار الحوارات التى يجريها نائب رئيس الجمهورية مع القوى والشخصيات السياسية المؤثرة، وتابع: كلها عمليات لتطويق المعارضة وخداع وتنازلات جزئية، ولن يستجيب الشعب المصرى لأى مطالب لا تكون عادلة، ولن نتفاوض على المبادئ لكن على الأساليب والتوقيتات.
وأعلن البرادعى أنه يأمل أن يجرى نقاشاً قريباً مع سليمان حول عملية انتقال السلطة دون إراقة دماء، مشدداً على أن ثورة التغيير لن تقف ولكن كلما اسمر عناد الرئيس مبارك استمرت حالة ا لاحتقان وحالة الشلل الموجودة فى مصر، وأضاف أن المظاهرات ستتواصل فى حالة إصرار النظام على عدم الإنصات للمتظاهرين ومطالبهم وأن حالة الاحتقان ستزداد، وأن حالة من عدم الاستقرار والشلل ستصيب مصر، مضيفاً: «الحل معروف، وليس هناك حل آخر ويتمثل فى التنحى، فالتنحى مطلب شعبى».
واقترح البرادعى أن تكون هناك فترة انتقالية لمدة سنة تدير فيها الحكومة الحالية الأمور فى مصر بعد أن يعلن الرئيس مبارك تنحيه عن السلطة وتهيئ لإجراء انتخابات فى خذخ الفترة فى ظل رقابة دولية ولجنة قضائية مستقلة، وتوقع أن تتسع نقاط الوفاق بين أطراف المعارضة بعد أن يعلن الرئيس تنحيه.
وعن الخلاف بين صفوف المعارضة المصرية و«تخبطها» كما يتهمها البعض، قال البرادعى إن هناك العديد من الرؤى المختلفة، وهذا جزء من النظام الديمقراطى، ولكن هناك اتفاق على رؤية محددة، وهى أننا نريد نظاماً ديمقراطياً وفترة انتقالية لمدة عام نعد فيها لانتخابات برلمانية ورئاسية.
واستطرد: مخاوف مبارك من حدوث فوضى بعد تنحيه «كلام يفتقد للمنطق»، ومصر ستواجه الحالة نفسها التى يخشاها الرئيس عند انتهاء مدة رئاسته بعد نحو ستة أشهر، وإن حديث مبارك عن احتمال إمساك الإخوان بالسلطة خدعة، فـ«الإخوان المسلمين» ليسوا هم الأغلبية فى مصر، وهم جماعة دينية محافظة، لا تستخدم العنف، وليسوا ضد الأقباط، وأكدوا أنه يجب أن تكون هناك دولة مدنية، وأن الدستور يجب ألا يكون دينياً. ورأى البرادعى أن «الإخوان» لا يريدون تحويل نظام الحكم إلى نظام ولاية الفقيه، مضيفاً: «هذه حجج عبثية»، وطالب البرادعى بأن يعامل الإخوان مثل كل الأقباط ومثل كل مصرى».