نفى محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، حدوث مفاوضات بين ممثلين عن المتظاهرين فى ميدان التحرير ونائب رئيس الجمهورية، عمر سليمان قائلاً: «لم تحدث مثل هذه الاتصالات، كلها عمليات لتطويق المعارضة، خداع، تنازلات جزئية، لن يستجيب الشعب المصرى لأى مطالب لا تكون عادلة، لن نتفاوض على المبادئ ولكن على الأساليب والتوقيتات».
وتوقع البرادعى فى اتصال هاتفى مع قناة الجزيرة أمس الجمعة أن تنتهى المظاهرات الواسعة اليوم بأسلوب حضارى، وقال إن الشعب المصرى لن يعود مرة أخرى للوراء، مضيفاً: «أؤكد أن ثورة التغيير لن تقف ولكن كلما استمر عناد الرئيس مبارك استمرت حالة الاحتقان وحالة الشلل الموجودة فى مصر».
وقال البرادعى إن المظاهرات ستتواصل لليوم التالى فى حالة إصرار النظام على عدم الانصات للمتظاهرين ومطالبهم وأن حالة الاحتقان ستزداد وإن حالة من عدم الاستقرار والشلل ستصيب مصر، مضيفاً: «الحل معروف، وليس هناك حل آخر ويتمثل فى التنحى، فالتنحى مطلب شعبى».
وشدد البرادعى على أنه ليس جزءاً من أى حزب وقال: «أعبر عن ضمير الشعب المصرى».
وعن الخلاف بين صفوف المعارضة المصرية و«تخبطها» كما يتهمها البعض قال البرادعى إن هناك العديد من الرؤى المختلفة «وهذا جزء من النظام الديمقراطى، ولكن هناك اتفاق على رؤية محددة.. ألا وهى أننا نريد نظاماً ديمقراطياً وفترة انتقالية لمدة عام نعد فيها لانتخابات برلمانية ورئاسية».
واقترح البرادعى أن تكون هناك فترة انتقالية لمدة سنة تدير فيها الحكومة الحالية الأمور فى مصر بعد أن يعلن الرئيس مبارك تنحيه عن السلطة وتهيئ لإجراء انتخابات فى هذه الفترة فى ظل رقابة دولية ولجنة قضائية مستقلة وتوقع أن تتسع نقاط الوفاق بين أطراف المعارضة المصرية بعد أن يعلن الرئيس تنحيه.
وأشار البرادعى إلى أنه اجتمع الخميس الماضى مع ممثلى جميع المعتصمين فى ميدان التحرير وأن عدداً منهم اعتقل عقب الالتقاء به.
وقال البرادعى: «نحن لا نرى أن هذا النظام له مصداقية، لقد انتهت شرعيته، لابد أن يغادر الرئيس مصر بأسلوب لائق وحضارى».
وأوضح أن مخاوف مبارك من حدوث فوضى بعد تنحيه «كلام يفتقد للمنطق» وقال إن مصر ستواجه نفس الحالة التى يخشاها الرئيس عند انتهاء مدة رئاسته بعد نحو ستة أشهر، وأن حديث مبارك عن احتمال إمساك الإخوان بالسلطة خدعة «فالإخوان المسلمون ليسوا هم الأغلبية فى مصر، إنهم جماعة دينية محافظة، لا تستخدم العنف، ليسوا ضد الأقباط، أكدوا أنه يجب أن تكون هناك دولة مدنية، وأن الدستور يجب ألا يكون دينياً».
وأكد بأنه يعامل الإخوان مثل كل الأقباط ومثل كل مصرى: «فكل شخص فى مصر اليوم مهمش، لابد أن يستعيد الشعب حريته وحقوقه، وستستعيد مصر دورها مرة أخرى عندما تتخلص من النظام الحالى».
وأقر البرادعى باحتمال أن يدب الوهن والضعف فى نفوس المتظاهرين من أجل رحيل مبارك، وقال: «هذا صحيح وهذا ما يراهن عليه النظام وهو ألا تتوفر المواد الغذائية الأساسية بعد فترة ما، ولكن المظاهرات إذا انتهت فستعود مرة أخرى ولكن ربما بشكل أقوى».
ولم يستبعد البرادعى أن تعود الثورة مرة أخرى إذا انتهت دون أن تنفذ مطالبها «ولكنها ستأتى مرة أخرى ولكن بشكل أكثر عنفاً وأكثر قوة».