حذار فبعض الثورات تزرعها «شوارب» وتحصدها «ذقون» وما يحدث الآن ليس من آداب «المائدة» فالبعض انقض على الكعكة قبل أن توضع على المائدة وقبل أن يغسل يديه من آثار الماضى ومعظمهم لم يقرأ لعنترة «اعف عند المغنم» والحاكم لا يستجيب للمظاهرات المعارضة التى تطالبه بالرحيل لكنه بسبب «العناد» قد يستجيب للمظاهرات المؤيدة والمطالبة بالبقاء ويرحل..
ومازال السيد الرئيس يردد «أنا أو الطوفان» و«أنا أو الأخوان» وللرجل كل احترام وتقدير لكنها قوانين الطبيعة التى لا ترحم فالزمان للورود عدو لدود فقد ظل «جونى ويسمولر» بطل أفلام «طرزان» وهو يرقد فى المستشفى فى التسعين من عمره ينادى على «شيتا» بصوت مزعج «ها.. ها» وكأنه لا يزال فى الغابة لكن «شيتا» لم تأت وحضر إليه عزرائيل ومات «طرزان» وبقيت الغابة، فاعتبروا يا أولى الألباب.. واستمعوا إلى صوت الشباب.. وحماتى مشتركة فى «اللجان الشعبية» بنفرين.. بعد أن ظهر عندنا ألف «وليد جنبلاط» تجده أحياناً مع الشباب وأحياناً مع النظام وأحياناً مع المحكمة الدولية..
وهذه الأيام انتفخت «فقه دستورى» من فقهاء الدستور الذين يتركون الدنيا كلها ولا يحلو لهم أن يتفقهوا إلا أمامى بدون حياء وكأن المواد المعيبة أنا الذى وضعتها.. ولعلكم تذكرون عندما «عدلوا» (٣٤) مادة من الدستور كنت أعدهم على مسبحة (٣٣) حبة ثم أكمل بأحد أصابعى وهو ما أفعله الآن عند ظهور فقيه دستورى تقديره «هو» يأتى فى أول الحلقة ليرفع المذيع ويهبدنى على الأرض.. يا جماعة أنا أسمع ضجيجاً ولا أرى طحناً..
والشعوب تتقدم بالأفعال لا بالأقوال.. ودم الشهداء أغلى من تجميد الأرصدة وتوسيع الأرصفة (راجع قصيدة «ثورة الشك»).. وثورة الشك تتطلب الثقة فالمتظاهرون يتعهدون ألا يركبهم الإخوان والمسؤولون يتعهدون ألا يركبهم العناد والناس تريد عودة الحياة الطبيعية ومعها الحياة الدستورية بعيداً عن «شوارب» الحزب الوطنى وعن «ذقون» الإخوان، لذلك تجد كل الناس هذه الأيام شايلين عصيان بدون عصيان مدنى فى انتظار أفعال لا أقوال، وجدولاً زمنياً للتغيير.. وتحية للفقهاء والحكماء والعقلاء وانا وانت.