لم أكتب ثورة السلاحف كِى أخبركم عن السلاحف ولا كِى أكتب لكم عن الثورة، أردت أن أكتب لكم عن مجتمع أحلم بأن يتغير للأفضل، أن يثور ثورة علِى الذات حتى ولو كانت ثورة بطيئة فِى حركتها مثل حركة السلاحف.. أخشِى أن تحزن بعض السلاحف لأننِى استعرت اسمها كى أصف به مجتمعاً من البشر، ولم أخش أبداً من حزن بعض البشر أننِى لم أجد لهم وصفاً أدق لحالتهم سوِى وصف السلاحف، ربما وصفته متوجعاً متألماً.. آملاً فِى انتفاضة خلاقة.
هذه كلمات من مقدمة كتاب (ثورة السلاحف) للكاتب الشاب أحمد عبد العليم والذِى صدر مؤخراً عن دار أكتب، الكتاب اجتماعِى سياسِى ساخر يتناول ما يدور على أرض الواقع بواقعية وصدق شديدين وكأنه يعلم ما سيحدث، والكتاب يوجد على صفحة الكتاب على موقع الفيس بوك.
تحت عنوان (مصر رايحة فين) يقول المؤلف : مصر مقدمة على تغيير لا مفر منه، ولكن المهم ليس فقط التغيير ولكن نوعية التغيير، هل هو تغيير إيجابِىّ أم سلبِى؟.. ما يبشر بكل الخير فِى مستقبل أفضل هو حالة الوعى السياسِى لدى الشعب المصرِى نتيجة التطور التكنولوجى، وسهولة التواصل وسرعة نقل المعلومة والخبر.
تظل مصر رغم كل معطيات الواقع السيئ مقدمة على مرحلة مهمة، الشعب المصرِى يستحق أن يقرر من يختار وليس كما صرح رئيس الوزراء أحمد نظيف بأن مصر لا يوجد بها بديل واحد يصلح للرئيس مبارك، ويضيف أن النظام مارس كل أنواع التهميش من أجل ألا يكون هناك بديل واحد.
عن الديمقراطية يقول: مازالت الديمقراطية من وجهة نظر حاشية حاكم السلاحف هِى أكبر من أن يعرف السلاحف معناها، يصرون على أن الأخير غير مؤهل للديمقراطية، ويتناسون أنهم تقاعسوا عن تأهيله، الديمقراطية ليست كبيرة على شعب ولكنها كبيرة على نظام مستبد.
وعن التغيير يقول: التغيير فِى نظر حاكم السلاحف لا يخرج عن تغيير ملابسه أو نظارته أو تغيير القنوات على شاشة التليفزيون من أجل الاستماع إلِى أن كل إنجاز يتحقق بفضل الحاكم وأن كل سلحفاة تلد بفضل الحاكم، والتغيير فِى نظر حاشية الحاكم هو عدم التغيير.. ولذلك يرد دائماً حاشية الحاكم على كل مطالب التغيير بأن المادة الأولى من الدستور تنص على (أبدية الكرسِى للحاكم وأبدية الوطن للجميع).
يتحدث المؤلف عن معاناة شباب السلاحف من التهميش المبالغ فيه على الرغم من محاولات ظهور دولة السلاحف فِى وسائل إعلامها (إنها نفسها شبابها يبقى حاجة مشرفة عشان هما دول قادة المستقبل) ويرجع المؤلف سياسة التهميش لسببها (لما يكون فيه سلاحف شباب قادرين على القيادة وتحمل المسؤولية يعنِى يبقى فيه كوادر شبابية وبدائل متميزة عشان تحكم البلد، وفِى دولة السلاحف اللِى مش كويسة دِى مش عاوزين يكون فيه بدائل عشان يكون فيه سلحفاة واحدة بس بدون منافس قوى توصل لكرسِى الحكم، وبالتالِى فيه سياسة منظمة للقضاء علِى كل البدائل إما بتهميش شباب السلاحف الواعد والصادق والمتألق أو حبس كل من يصلح كبديل).
يكتب المؤلف قصيدة إلِى الشاب السكندرِى خالد الذِى استشهد على يد مخبرِى الإسكندرية بعد أن سحلاه وشوهاه ويتساءل هل يعلم الرئيس عن مقتل خالد؟.. وأنه لا يقل من الناحية الإنسانية عن حفيد الرئيس الذِى أوجع قلوب كل المصريين ليس لأنه حفيد الرئيس ولكن لأنه إنسان. ويقوم بتوجيه رسالة من خالد إلى وزير الداخلية.
وتحت عنوان (البرادعِى يا برادعوية) يقول المؤلف: الشباب يرون فِى البرادعِى نموذج التغيير وأنا لا أرى فيه سوى نموذج الدبلوماسى المصرِى الناجح ويضيف (مع احترامِى لشخص البرادعِى هو لا يصلح للتغيير رغم كل مقوماته، لأنه يريد أن تكون الظروف مناسبة لإحداث التغيير، الرجال الراغبون فِى التغيير عليهم تغيير الظروف وليس الانتظار فِى استراحات العالم حتى تكون الظروف مناسبة،
البرادعِى قدم خدمة كبيرة للنظام بعد الاختلافات التِى حدثت فِى الجمعية الوطنية للتغيير فبدأ المواطن العادِى يقول اللِى نعرفه أحسن من اللِى مانعرفوش! ويضيف التغيير لا يرتبط بشخص، التغيير يبدأه شخص ولكن يصنعه شعب ومجتمع بالكامل، المرحلة القادمة فِى تاريخ مصر هِى مرحلة مهمة للغاية، التغيير قادم لا محالة ولكن أقول بكل صوتِى لكل البرادعوية إن التغيير ليس فِى شخص البرادعِى ولكن فِى شخوصنا نحن، أنا أؤيدكم بشدة فِى حلم التغيير ولكن عليكم أولاً (أن تحسبوها صح عشان تعيشوها صح).
يتعرض المؤلف لظاهرة الانتحار التِى أصبحت موضة وكيف أنه غير مكلف فِى مصر ومتوفر فِى كل مكان (فقط تذهب إلِى فرن عيش أو تركب قطاراً من قطارات سكك حديد مصر أو أن تذهب لحدودنا مع الشقيقة إسرائيل كِى يقتلوك خطأ ويعتذروا عن قتلك).
يتحدث المؤلف عن معاناة المواطنين ويقول: مصر محتاجة بوسطجِى عشان لما المواطن يخرج من بيته قبل ما يروح يصلِى عشان يجيب رغيف العيش اللِى حياكله، يقوم يموت عند فرن العيش بعد شطحات ونطحات ومعارك كثيرة، والناس كلها تصلِى عليه، يبقِى مصر محتاجة البوسطجِى يبعت رسالة لمجلس الوزراء كله ويقول فيها: إن الموت علينا– كلنا– حق وقريب حيصلوا عليكوا واحد واحد!