كشفت مصادر بحرية أن عدداً من الشركات المصرية تستعد لبيع سفنها القديمة، التى بلغ عمرها »٣٠ سنة«، بعد بدء المنظمة البحرية الدولية تطبيق ضوابط الإبحار الجديدة، وفقاً لاتفاقية باريس المعدلة بين الدول الأوروبية، الخاصة بالتفتيش على جميع سفن الركاب والبضائع، ويحق وفقاً لهذه الاتفاقية التى سيبدأ تطبيقها اعتباراً من أول يناير ٢٠١١، الحجز على جميع سفن ومراكب أى شركة وعدم التعامل معها، حال حجزها لمراكب غير مستوفاة شروط الإبحار الآمن.
وأضافت أن من بين الشركات التى بدأت فى عملية البيع، الشركة المصرية للملاحة البحرية التابعة للشركة القابضة المملوكة لوزارة الاستثمار، والتى أعدت إعلاناً لبيع سفينتين لنقل البضائع، الخميس الماضى، هما »تحتمس وإخناتون«، الحاصلتان على ترخيص من شركة «رينا»، ويرجع تاريخ بنائهما إلى عام ١٩٨١.
وكشف مسؤول نقابى بالشركة أن »المصرية للملاحة« كانت تمتلك ٦٤ مركباً تجارياً ضخماً، تستخدم فى نقل الواردات والصادرت المصرية من وإلى الموانئ الخارجية، تقلصت إلى ١٠ سفن فقط، مع أنها كانت أكبر أسطول تجارى فى الشرق الأوسط.
وفجر المسؤول مفاجأة بتأكيده أنه تم بيع سفن الأسطول البحرى للشركة على أنها خردة، ليفاجأ الجميع بأنها تعمل فى البحر، وبأقصى كفاءة ممكنة، فور إنهاء إجراءات البيع، وضرب مثلاً بالسفينة »أحمس« التى تم بيعها للترسانة البحرية على أنها خردة، ثم قامت بتجديدها وبيعها لتاجر سورى كسفينة كاملة، ومازالت تعمل بكفاءة إلى الآن، فضلاً عن مركب «سيدى كريم»، الذى تم عمل عمرة له تكلفت ٢٦٠ ألف جنيه، قبل أن يتم تسليمه للمشترى الذى أدخله الخدمة فوراً بعد يوم واحد من بيعه.
وأضاف أن السفينة »١٥ مايو« كانت فى حالة ممتازة، بعدما تم بيعها، رغم أنها حققت فى آخر رحلة لها مكاسب قدرت بنحو مليون وستمائة ألف جنيه، وبمجرد تفريغ الحمولة تسلمها مالكها الجديد الذى استخدمها للعمل من اليوم الثانى، أما مركب «الشرقية» فتم بيعه لتاجر سورى، وأضاف: »معظم السفن التى كانت تمتلكها الشركة كانت تصنيعاً يابانياً مثل: رأس التين والإبراهيمية والأنفوشى ومريوط والمنتزه وأبوقير، فقد تم بيعها على أنها خردة رغم أنها مازالت تعمل حتى الآن وتحقق أرقاماً قياسية فى الأرباح».
من جهة أخرى، قال مصطفى توفيق، العضو المنتدب للمصرية للملاحة البحرية، إن الشركة تعيد تأهيل أسطولها، وأنها تعتزم بيع المركبين لشراء مركب جديد، نافياً تدهور حالة السفينتين، وأشار إلى بيع السفينتين بحالتهما، وخضوعهما للصيانة الدورية، وتعملان على خط الأدريتك وتحملان العلم المصرى، ورفض التحدث بشأن ما رددته المصادر حول خسائر الشركة.