فور انتهاء الرئيس مبارك من إلقاء كلمته، التى أعلن فيها عن تفويض صلاحياته إلى نائبه اللواء عمر سليمان، ليلة «جمعة التحدى»، انتابت المعتصمين فى ميدان التحرير حالة من الغضب والرفض لما أعلنه الرئيس، خاصة بعد انتشار «تسريبات» قبل الخطاب تؤكد أنه سيكون «إعلان تنحى» وليس تفويض صلاحيات.
وقرر مئات المعترضين التوجه إلى «قصر العروبة» فوراً، فيما فضل آلاف آخرون الانتظار حتى بزوغ الصباح للتوجه إلى القصر. وانطلقت مسيرة من الميدان إلى مقر الرئاسة بالقصر الجمهورى فى مصر الجديدة، وسط تخوفات من تعامل «الحرس الجمهورى» معهم، إلا أنهم وصلوا بسلام إلى «القصر»، وأعلن بعض الناشطين المتواجدين بالمسيرة، على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، عدم تعرض «الجيش» لهم بسوء.
وأعد المعارضون لبقاء مبارك، فور وصولهم، مستشفى ميدانياً بالحديقة المواجهة لنادى هليوبوليس، وباتوا ليلتهم. وفى الصباح بدأ الآلاف فى التوافد على القصر الجمهورى، ثم أقيمت صلاة الجمعة أمام الأسلاك الشائكة المحيطة بجميع الطرق المؤدية للمقر الرئاسى.
وبعد انتهاء الصلاة، توافد آلاف آخرون على القصر، قادمين من المساجد المحيطة بحى مصر الجديدة. وردد المتظاهرون هتافات «ارحل ارحل»، و«حرية حرية»، و«هو يمشى.. مش هنمشى»، و«الشعب يريد إسقاط النظام»، ثم حاولوا قطع الأسلاك الشائكة المحيطة بالطرق المؤدية للقصر، إلا أن بعض شباب ٢٥ يناير منعوهم من ذلك، مرددين هتافات «سلمية.. سلمية»، و«الجيش والشعب إيد واحدة». كما استطاع الشباب منع اشتباك عنيف بين المعارضين لبقاء الرئيس، وعشرات المؤيدين، مرددين هتافات «سلمية سلمية»، وباعدوا بين القادمين من ميدان التحرير، والمعارضين لهم، وقد لاحظت «المصرى اليوم» إقلاع طائرة من المقر الرئاسى قبل دقائق من إقامة صلاة الجمعة.
من جانبه، حافظ «الجيش» على هدوئه، وقام عدد من الجنود بتوسيع المساحة المحاطة بالسلك الشائك، بعد أن كتب المتظاهرون كلمة «ارحل» على الأرض باستخدام الحجارة والطوب.
وحاول عدد من ضباط الجيش إقناع المتظاهرين بأن البيان الثانى للقوات المسلحة يضمن تنفيذ جميع مطالبهم، مشددين على أن الجيش سيقف دائما وأبدا إلى جوار الشعب، وأنه لن توجد قوة تستطيع توجيهه إلى الوقوف ضد المطالب المشروعة للمتظاهرين. وقال الضباط للمتظاهرين إن الأهم الآن هو «بناء مصر»، وطالبوهم بإنهاء التظاهرات، وانتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، إلا أن المتظاهرين رفضوا هذا الاقتراح، ورددوا هتافات «الشعب يريد إسقاط النظام»، و«هو يمشى.. مش هنمشى».
السبت فبراير 12, 2011 8:06 am
