تظاهر مئات الآلاف من مواطنى الإسكندرية، عقب صلاة الجمعة، أمس، أمام مسجد القائد إبراهيم، بمنطقة محطة الرمل، وتوجهوا إلى قصر الرئاسة فى رأس التين، استجابة لدعوة تنظيم مظاهرة مليونية باسم «جمعة الحسم»، للمطالبة بتنحى الرئيس مبارك ورفض منح سلطاته إلى نائبه اللواء عمر سليمان، مؤكدين رفضهم لكل ما تضمنه خطاب الرئيس، الذى ألقاه، مساء أمس الأول.
وأحرق المتظاهرون العلم الأمريكى احتجاجا على ما وصفوه بـ«التدخل» الأمريكى فى شؤون مصر، وكان بعضهم طالب بالتحرك إلى ميدان سيدى جابر، بينما دعا آخرون إلى التوجه لقصر رأس التين، فيما طالب الشيخ أحمد المحلاوى، بالوقوف أمام مسجد القائد إبراهيم، وبعد إجراء عدة اتصالات هاتفية بين بعض المتظاهرين المشاركين فى مسيرات أخرى بمناطق الورديان وسيدى بشر والساعة والجمرك تم الاتفاق على التحرك إلى قصر رأس التين.
ونظم نحو ٢٠٠٠ من أساتذة جامعة الإسكندرية وذووهم مسيرة من مقر نادى أعضاء هيئة التدريس بالشاطبى، عقب صلاة الجمعة، لتنضم إلى التظاهرات الشعبية الحاشدة بميدان مسجد القائد إبراهيم، أعلنوا خلالها تضامنهم مع مطالب الشعب التى تطالب بإسقاط النظام.
ورفع الأساتذة خلال المسيرة لافتات، من بينها : «الشعب يريد إسقاط النظام»، و«الأساتذة يؤيدون مطالب الشعب»، و«سرعة محاكمة الفاسدين»، ورددوا هتافات تطالب بتنحى الرئيس، معلنين رفضهم خطاب «مبارك».
وقال الدكتور على بركات، الأستاذ بكلية الهندسة، عضو لجنة الحريات بالجامعة: «نطالب وبشكل فورى بإسقاط النظام ككل، ولارجعة عن ضرورة تنحى الرئيس عن منصبه، خاصة أن الجميع يرفضون تفويض السلطة لنائبه عمر سليمان».
وأضاف «بركات»«نطالب بحكومة انتقالية لتسيير أعمال الوطن، بعد أن حققت الثورة كثيراً من أهدافها والتى لم يعد ينقصها سوى وضع اللمسات الأخيرة بإسقاط رمز النظام».
كان الأساتذة أدوا صلاة الجمعة بمسجد النادى فى الشاطبى، وركزت الخطبة على ضرورة إعلاء مصالح الشعب وتأييد مطالبه.
وعبر نحو ٤ آلاف من مواطنى المحافظة عن رفضهم خطاب الرئيس مبارك، بتنظيم مظاهرة، مساء أمس الأول، بالشوارع المحيطة بمنطقة قيادة المنطقة الشمالية العسكرية وأخرى بميدان محطة سيدى جابر، للتنديد بقرار الرئيس الذى يقضى بتفويض صلاحياته إلى نائبه عمر سليمان، مطالبين فى الوقت نفسه بضرورة توحد صفوف الجيش والشعب.
وأرجع المتظاهرون حالة الإحباط التى تملكتهم إلى خيبة آمالهم، على حد قول بعضهم، فى تنحى الرئيس مبارك خاصة بعد الأنباء التى تسربت، قبل إلقائه البيان، التى ترجح تنحيه عن الحكم.
وقال محمد صفارة، أحد المتظاهرين، إنهم مستمرون فى التظاهرات تضامنا مع المحتجين فى ميدان التحرير، إلى أن تتحقق مطالبهم التى تتمثل فى إسقاط النظام، مشيرا إلى أن تغيير الشخصيات لا يحقق الآمال المنشودة من قيام الثورة، على حد قوله.