احتشد مئات الآلاف من المتظاهرين، أمس، لليوم الثالث عشر على التوالى فى ميدان التحرير بعد عودة الحياة الطبيعية إلى الشارع ومعظم المصالح الحكومية، وأدى المتظاهرون صلاة الغائب على أرواح الشهداء، كما أقامت ٣ مجموعات مسيحية قداس الأحد على أرواح شهداء الثورة.
وألقى المتظاهرون بياناً قبل أداء الصلاة جاء فيه «باسم كل مصرى مسيحى ومسلم، انتفض من أجل كرامته وحريته نبدأ صلاتنا من أجل الحرية والعدالة والسلام».
وجدد الشباب مطالبتهم برحيل النظام، ودعوا إلى خروج المظاهرات المليونية يومى الثلاثاء والجمعة، فيما سموه «أسبوع الصمود»، وفيما وقف آلاف المتظاهرين يؤدون صلاة الغائب على أرواح الشهداء.
وأقام المتظاهرون المسيحيون صلاة جنازة على أروح الشهداء، الذين سقطوا فى المظاهرات، وشاركت الطوائف القبطية الثلاث فى ٣ صلوات مجتمعة، وأدى الصلاة المئات من الشباب، بجانب قيادات قبطية بارزة، مثل مايكل منير، رئيس منظمة أقباط الولايات المتحدة، والدكتور عماد جاد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، وجورج إسحق القيادى بحركة كفاية، وبعض أعضاء المجالس الملية.
وألقى مايكل منير كلمة عقب الصلاة قال فيها إن النظام المصرى هو من اضطهد المصريين جميعا مسلمين وأقباطا، مستشهدا بعدم تعرض الكنائس لأى اعتداء على مدار ١٢ يوما، على الرغم من غياب الشرطة وحالة الانفلات الأمنى. وقال المهندس الشاب مينا ناجى، الذى أصيب بـ٦٣ شظية يوم الثلاثاء ٢٥ يناير، أثناء الصلاة، «قولوا الحق والحق يحرركم.. إذا كان الطغيان يملك العدة والأسلحة، والتخويف والقنابل الدخانية، والطلقات المطاطية والرصاصية، والقدرة على التخوين وتلويث السمعة، فمعنا الحق، ومعنا أجسادنا الحية التى تنبض بمحبة حقيقية للحياة والحرية والعيش بكرامة وعدل». وأصدر المثقفون الأقباط والمصريون بيانا مشتركاً أكدوا فيه أن ثورة الشباب المصرى بثت روحا جديدة فى نفوس المصريين، وتجلى فيها نموذج رائع للوحدة الوطنية، حافظ على مصر عندما تفكك جهاز وزارة الداخلية، وتلاشى رجال الشرطة، وأقر الحماية والأمان عندما أراد من بيدهم السلطة ترويع المواطنين، وأشاروا إلى أن ذلك نبع من نفوس المصريين، ولم يأت من قيادات دينية، وأكدوا أن دور العبادة ليست فى حاجة لحراسة مسلحة، لكونها غالية على قلوب كل المصريين.
من جهة أخرى، قال الإعلامى حمدى قنديل، الذى حضر إلى الميدان مع زوجته الفنانة نجلاء فتحى للمتظاهرين «اصمدوا فى الميدان، حتى تحققوا أهدافكم كاملة»، ونصحهم بتشكيل قيادات منهم للتحاور مع النظام، وألا يتركوا أحداً يتحدث باسمهم». فيما قال حمدى الفخرانى، صاحب دعوة مدينتى القضائية للمتظاهرين: «لا تصدقوا وعود النظام الكاذب»، وأضاف: «لقد وعد الرئيس بنزاهة انتخابات الشعب الأخيرة، ورأينا نتيجة وعده تزوير الانتخابات بنسبة ١٠٠٪». وتابع: «لن نحتاج بعد اليوم إلى رفع دعاوى قضائية لاسترداد أراضى الدولة، لأنها جميعها ستعود بعد تنفيذ الأحكام القضائية التى اشتهرت الحكومة بعدم تنفيذها، لأنها أمنت من عقاب الشعب، أما اليوم فلا أحد يأمن من العقاب.
وانضم مئات المحامين إلى المتظاهرين اعتراضاً على بيان حمدى خليفة، نقيب المحامين، واتهموه بخيانة النقابة، وقال المحامى على حسين، إن خليفة أصبح لا يمثل جموع المحامين بعد أن أصدر بيانه المؤيد للنظام، الذى «زور» له الانتخابات السابقة - على حد تعبيره - مؤكداً أن الأغلبية الكبيرة من المحامين مع المظاهرات، وتطالب بإسقاط رموز النظام والحزب الوطنى، فيما طاف أحد المتظاهرين ميدان التحرير بملابس الإحرام، مما أثار المتظاهرين بين معجب بفعله ومعترض. وشارك فى المظاهرة، أمس، الدكتور سليم العوا ورامى لكح والمستشار زكريا عبدالعزيز وجورج إسحق وأبوالعلا ماضى، وطالبوا المتظاهرين بعدم مغادرة الميدان حتى سقوط النظام. وقال العوا مخاطباً المتظاهرين إنه لا صحة لما يقال عن أن رحيل الرئيس سيسبب فراغاً دستورياً، لأن الثورات تسقط شرعية الرئيس وتصنع شرعية جديدة، ويخرج منها دستور جديد مثلما حدث فى ثورة ١٩١٩، ونتج عنها دستور ١٩٢٣، وثورة يوليو ١٩٥٢ التى نتج عنها دستور ١٩٥٤.
وقال المستشار زكريا عبدالعزيز إن إطلاق النظام للرصاص الحى على المتظاهرين سلمياً أسقط شرعية النظام، وتساءل: «كيف نثق فى النظام لإجراء تعديلات دستورية، وهناك أزمة ثقة بيننا وبينه».
من جهة أخرى انتقد عدد من الشباب المتظاهرين تصريحات المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئى ضد مصر، وقال أحد الشباب مخاطباً الجمهور، «لن تحكمنا ديكتاتورية دينية مثل إيران».
من جانبهم استطاع رجال القوات المسلحة تخليص اثنين من الشباب الذين تم احتجازهم من قبل المتظاهرين بميدان التحرير، أمس الأول، على خلفية ضلوعهم فى أحداث العنف ضد المتظاهرين فى الميدان يومى الأربعاء والخميس، وسط استياء من المتظاهرين بسبب الإفراج عنهما. كان المتظاهرون استطاعوا القبض على عدد ممن وصفوهم بـ«البلطجية» أثناء اشتباكات الأربعاء، التى راح ضحيتها ١١ قتيلا من المتظاهرين، ووضعوهم عند مدخل مترو الأنفاق بالميدان.
الإثنين فبراير 07, 2011 9:54 am
