إنها مصر أم الدنيا بلا منازع.. إنها مصر التى وهبها الله العزة والقوة على مر القرون والأزمان، ومنذ آلاف السنين تقف شامخة تهابها كل الشعوب والدول مرفوعة الرأس دوماً، تتخطى جميع أشكال المحن.. وهبها الله القوة لتدوس بأقدامها الخونة والجواسيس والمستعمرين بفضل من الله سبحانه وتعالى وبشعبها الذى يمتلئ قلبه بالحنان والود والأخوة الأصيلة لمن يريد من شعوب العالم التى تقدرها وتعرفها على حقيقتها.. وبالسحق والويل والمحو من الوجود لكل من تسوّل له نفسه المساس بذرة من ترابها.. ولعل التاريخ لمن يقرأ خير شاهد على ذلك منذ أيام الهكسوس ومن تلاهم من الغزاة كالفرنسيين والإنجليز واليهود وغيرهم.. إن شعبها الأصيل لم ولن يرضى بالذلة والضيم أو يسكت على الغبن والظلم والفساد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. فقد شهد لنا الأعداء قبل الأصدقاء بوقفاتنا التاريخية فى وجه الطغاة والظالمين.. إن شعبنا ثروة لا مثيل لها فى توحدها ومناصرتها للحق لجميع الشعوب بلا من ولا تكبر ولا تعجرف على أحد، والأدلة على ذلك كثيرة ومعروفة للجميع!
إن ما يحدث فى مصر اليوم ظاهرة طبيعية وموجودة فى غالبية الدول، وتعطى مصرنا الغالية من خلاله درساً قيماً للجميع عن كيفية البحث عن التغيير والحوار واتباع التخطيط السليم، وإنهاء حقبة عانت فيها من الفساد والرشوة والمحسوبية والتزوير والتدليس والغش خلقت هوة سحيقة بين طبقات شعبها وأتى الآن اليوم الذى أراده الله سبحانه وتعالى لجعل شباب مصر يبدأ حواره المنطقى العقلانى وليعبر عن كل ما فى نفسه ويتطلع إلى مكانته المميزة اجتماعياً واقتصادياً وصحياً وثقافياً وحقه فى عيشة كريمة مع عمل ومسكن وأسرة سعيدة وتعليم حقيقى متمسكاً بدينه أياً كان وبوطنيته وحريته، غير متأثر بقوى الشر والشائعات والفساد التى لن تنجح أبداً فى محاولاتها للنيل من عظمتنا وقوة إرادتنا، وصمودنا كشعب أصيل لا يقهر أبداً.