شهدت الأيام الأخيرة من اندلاع ثورة شباب ٢٥ يناير حالة من التحفظ والضيق تجاه الإعلاميين الأجانب.
ماريون توبول، فرنسية الجنسية، صحفية تعمل لدى قناة «آرتى» الفرنسية الألمانية، تعرضت للاعتقال عند أحد الحواجز بمنطقة المنيرة فى طريق عودتها إلى المنزل، تقول توبول: «لم أكن فى وقت العمل، ولم أحمل آلة التصوير، لكن رجلاً ذا نظرة قاسية طلب منى إظهار هويتى، وحين أجبت هاتفى المحمول، قام هذا الرجل بإخبار صديقى المتصل بأننى تعرضت للإيذاء حتى يدفعه للمجىء فورًا، فقام بالقبض على كلينا».
وتتابع توبول، أنه تم تعصيب أعينهما ووضعهما فى سيارة، واقتيادهما إلى مكان قررا فيما بعد أنه يتبع الشرطة فى مدينة نصر، وتضيف أنهما بقيا هناك ٨ ساعات قبل أن يطلق سراحهما، ولكنها أكدت فى الوقت ذاته أنهما لم يتعرضا لأية معاملة قاسية، مشيرة إلى أن الهدف مما حدث كان مجرد التخويف.
وفى الإسكندرية، تعرض فرنسى آخر للاعتقال، حيث كان يحاول إيجاد طريق للعودة إلى منزله بعد أن غلبه النوم فى منزل أحد أصدقائه. يقول: «كنت أسير فى شارع فؤاد بحثًا عن شارع مواز أستطيع فيه أن أجد سيارة أجرة تقودنى إلى المنزل، ولكن لسوء الحظ، كان الطريق مسدودًا، وترجل الجنود من إحدى سيارات الميكروباص القريبة، وبدأوا فى طرح الأسئلة علىّ، وأشاروا إلىّ بالدخول فى عربتهم».
ويتابع قائلاً إنه رفض مطلبهم، ما دفعهم لاقتياده إلى مبنى للشرطة السرية على بعد مبان قليلة من شارع فؤاد، وخلف المتحف الوطنى، وهناك خضع لاستجواب استمر ساعتين.
ويضيف: «فتشوا حقيبتى وجيوبى بشكل كامل، وكلما هممت أن أشرح للمحقق سبب تواجدى فى الخارج صاح فى وجهى يأمرنى بالصمت»، وفى النهاية، ربت الضابط على وجهه بطريقة مهينة قائلاً: «لا نريد الأجانب هنا».
وقال الصحفى الأمريكى ماكس ستراسر: «قام البلطجية بترهيبى ظهر الخميس حين حاولت الوصول إلى كوبرى الجلاء عبر منطقة الدقى». وتابع أنه لن يشعر بالارتياح إذا ما قال إن الوضع بالنسبة للأجانب فى مصر آخذ فى التدهور بالنظر إلى الـ٤٨ ساعة الماضية، إلا أنه يؤكد أن خبرته السابقة بالإقامة فى مصر لم تشهد أى مشاعر عدائية،.
فيما يقوم عدد من رجال الشرطة بزيارة الشقق التى يستأجرها الأجانب فى منطقة وسط العاصمة، والسيدة زينب، والمنيرة، وزار ٥ من هؤلاء الشرطيين الشقة التى يعيش فيها وائل ورفاقه بالمنيرة، جميعهم يرتدون ملابس مدنية باستثناء فرد واحد، يقول وائل: «قاموا بفحص هوياتنا وتفتيش الغرف فى عجالة.. أرى أن ذلك مجرد نوع من التخويف، إنهم يريدون من الأجانب أن ينصرفوا».