استنكرت أجهزة الدولة أحداث «الأربعاء الدامى»، وهجوم جحافل من «البلطجية»، المؤيدين للرئيس مبارك، على المتظاهرين فى ميدان التحرير المطالبين برحيل الرئيس وسقوط النظام.
واعتبر البعض أن تعهد الفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء، بعدم تكرار هذه الأحداث يحمل اعترافاً ضمنياً بتورط بعض المسؤولين، فيما جاء إعلان المتظاهرين عن عثورهم على بطاقات هوية بحوزة بعض المهاجمين تثبت انتماءهم إلى وزارة الداخلية، بمثابة دليل قاطع على تورط الدولة فى قتل نحو ٨ مصريين، وإصابة مئات آخرين.
وحصلت «المصرى اليوم» على صور تكشف أن أفراد شرطة شاركوا فى الهجوم على اعتصام ميدان التحرير ضمن المظاهرات المؤيدة لمبارك، كما عرضت لجان تنظيم الميدان لـ«المصرى اليوم» ٣ بطاقات هوية لأفراد ضمن هذه المظاهرات، مدوناً بها فى خانة المهنة: أمين شرطة، وقامت اللجان بتسليم الأفراد وبطاقاتهم إلى الجيش.
وتحتفظ «المصرى اليوم» بتصوير فيديو لأحد أفراد لجان تنظيم الميدان وهو يحصل على بطاقة الرقم القومى وبطاقة تحقيق شخصية لمجند شرطة يدعى باسم أشرف فوزى حسن.
ويأتى هذا الكشف بعد انتشار عدد من الوثائق السرية المنسوبة لوزارة الداخلية، على الإنترنت، يزعم مروجها أنها تكشف عن خطة «الداخلية» لإشاعة الفوضى وأعمال السلب والنهب أثناء تظاهرات «جمعة الغضب» وأن النظام المصرى كان يراهن على خوف المتظاهرين وتراجعهم نتيجة لإظهار فلتان البلاد وسقوط الأمن، ورغم عدم التأكد من صحة هذه الوثيقة إلا أن تحقق الكثير من بنودها على أرض الواقع، يفتح على الأقل باب التساؤل حول تورط النظام فى تلك الأحداث.
وذكرت «الوثيقة» المزعوم صدورها من مكتب حبيب العادلى، وزير الداخلية السابق، أن الخطة تقضى بنشر عناصر مخربة والدفع لها مقابل إثارة أعمال فوضى بالتزامن مع انسحاب متعمد ومقصود لقوى الشرطة والأمن من الشارع، وقال عدد من المشاركين فى صد هجوم البلطجية على الميدان لـ«المصرى اليوم»: «إن العدد الكبير من البلطجية الذين اكتشفنا انتماءهم للداخلية والحزب الوطنى، يؤكد أن الموضوع لم يكن مصادفة»، وأكدوا أنهم سيتخذون الإجراءات القانونية ضد المتورطين فى أحداث البلطجة وضد وزارة الداخلية، التى ينتمى إليها بعض البلطجية.
من جانبها، نفت وزارة الداخلية، على لسان اللواء حمدى عبدالكريم، مدير الإدارة العامة للإعلام والعلاقات العامة، وجود أى عناصر أمنية بين المتظاهرين بميدان التحرير، معتبراً أن تلك الادعاءات تهدف إلى تحقيق المزيد من الإثارة.
وأكد «عبدالكريم» أن ما تنقله بعض الفضائيات من صور لاشتباكات بين المحتجين والمؤيدين لمبارك، مبالغ فيه.