استمر اختفاء وائل غنيم، رئيس التسويق لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشركة جوجل، لليوم الثامن على التوالى فى ظروف غامضة، وكان غنيم ـ وهو ناشط إلكترونى ــ قد اختفى فى القاهرة مساء الخميس الماضى، وقبل اندلاع مظاهرات «جمعة الغضب» وفشلت أسرته أو أصدقاؤه فى التواصل معه بأى وسيلة. وبعد عدة أيام من الاختفاء، أطلقت شركة جوجل بياناً أكدت فيه اختفاء موظفها، ودعت كل من يمتلك أى معلومات عنه إلى الاتصال برقم هاتف ٨٠٠٣ ١٣٠٧ ٢٠ ٤٤ + أو إرسال رسالة إلكترونية إلى البريد
infoaboutwael@google.com.
وقد شهدت قضية اختفاء وائل غنيم العديد من التطورات اللافتة أمس الأول، بمجرد عودة شبكة الإنترنت للعمل، حيث بث الناشطون مقطعاً مصوراً على موقع «يوتيوب» قالوا إنه يظهر اختطاف وائل من الشارع على يد ما يبدو أنه عناصر أمنية، وبعد انتشار تلك اللقطة بدأت أسرته تنفى عبر الإنترنت أن يكون غنيم هو الشخص الذى يظهر فى اللقطات.
لكن التطور الأكثر درامية، هى الدعوة التى أطلقتها مجموعة الشباب المعتصمين فى ميدان التحرير لتنصيب «وائل غنيم» متحدثاً رسمياً باسم المتظاهرين فى ميدان التحرير، وهذه الفكرة رسالة موجهة لكل الأجهزة فى الدولة بضرورة الكشف عن مصير غنيم إن كانوا يريدون حواراً مع المعتصمين، وقد لاقت هذه الفكرة انتشاراً واسعاً منذ انطلاقها، حيث تمت الدعوة إليها على Facebook وتويتر وغيرهما من مواقع التواصل الاجتماعى.
على الجانب الآخر، تعرضت أسرة غنيم للعديد من المضايقات بعد ظهور شقيقه للحديث عن اختفائه فى إحدى القنوات الفضائية، وهى القناة التى تلقت اتصالات لاحقة تتهم الأسرة بأكملها باتهامات غريبة وأنها ليست أسرة مصرية، الأمر الذى دعا شقيق وائل غنيم للاتصال بعدة قنوات للحديث عن المضايقات التى يتعرضون لها بلا مبرر، كما أكدت بعض التدوينات الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعى أن والد وائل قد أصيب بذبحة صدرية نتيجة الضغوط والقلق على مصير ابنه المختفى.
وذكرت تقارير صحفية أن وائل غنيم هو مؤسس صفحة «كلنا خالد سعيد» على موقع Facebook وهو الكشف الذى أعلن عنه موقع «الدستور» على شبكة الإنترنت، وكان مؤسس تلك الصفحة مجهولاً ويرفض الكشف عن هويته، وهى الصفحة التى قامت بنشاط واسع على شبكة الإنترنت للدعوة لمحاكمة قتلة «خالد سعيد» الشاب السكندرى الذى توفى على يد رجال الأمن منذ شهور، وكان لتلك الحملة دورها الملموس فى زيادة الضغط على الحكومة المصرية، والذى انتهى إحالة اثنين من رجال الأمن إلى المحاكمة الجنائية، واستمرت تلك الصفحة فى لعب دور مركز الاحتجاج الإلكترونى التى أطلقت للمرة الأولى الدعوة لمظاهرة ٢٥ يناير، وهى المظاهرة التى أطلقت شرارة الأحداث الحالية فى مصر، ولكن دور غنيم فى تأسيس تلك الصفحة لم يتم تأكيده عبر أى مصدر آخر.
وكان آخر نشاط لوائل غنيم يوم الخميس الماضى، عبارة عن رسالة إلكترونية قصيرة نشرها على موقع «تويتر» وجاء فيها «صلوا من أجل مصر، أنا قلق لأنه يبدو أن الحكومة تجهز جريمة حرب لمظاهرات الغد (الجمعة)، ونحن جاهزون للموت».
الجمعة فبراير 04, 2011 8:18 pm
