تواصل إقبال المواطنين بمحافظة الإسكندرية على شراء مختلف السلع الغذائية رغم الارتفاع الملحوظ لأسعار معظمها، مما أدى إلى اختفاء عدد منها مثل الدقيق والألبان فضلا عن انتشار طوابير الخبز أمام منافذ توزيع الخبز والأفران قبل موعد سريان حظر التجول المفروض على المدينة.
وشهدت المجمعات الاستهلاكية زحاما شديدا من المواطنين حول السلع الرئيسية، مثل الدواجن والأسماك فى الوقت الذى قل فيه المعروض فى جميع المناطق الشعبية والراقية بالمحافظة - على حد سواء.
وارتفعت أسعار أسطوانات البوتاجاز بمستودعات البيع، حيث وصل سعر الأسطوانة إلى أكثر من ٢٠ جنيها، بعد أن كان ٨ جنيهات، وسط حالة تذمر وخوف من المواطنين، من عدم قدرتهم على تأمين المواد الأساسية فى حال استمرار المظاهرات والاحتجاجات لعدم أيام.
ولجأ أعضاء اللجان الشعبية فى العديد من المحافظة إلى شراء الخضروات والفواكه من المزارعين مباشرة، سواء بالمحافظة أو من محافظات مجاورة، لمواجهة النقص وغلاء أسعارها بأسواق المدينة وبيعها بأسعار التكلفة، الأمر الذى أجبر بعض التجار على التراجع وتخفيض أسعار تداولها كما حدث فى منطق الحضرة والورديان.
وامتنعت شركات الأغذية والألبان عن إرسال إرسال الإنتاج إلى التجار بسبب غياب العمال وعدم وجود وسائل نقل منتظمة نتيجة نقص السولار، كما أدى انقطاع الإنترنت إلى تعثر التعاقدات الخارجية لبعض الشركات حيث رفضت شركات الأدوية تسيير سياراتها بالأسواق، خوفا من أعمال البلطجة والسرقات مما تسبب فى اختفاء بعض الأدوية من الصيدليات.
وساهم توقف رواتب الموظفين وأصحاب المعاشات وغلق البنوك واستمرار المظاهرات فى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وإغلاق عدد من التجار لمحالهم خوفا من أعمال البلطجة التى شهدتها المحافظة.
فيما استمرت شكاوى سكان حى العجمى، غرب المحافظة، خاصة فى مناطق المكس والطلمبات والدخيلة ووادى القمر من انتشار ظاهرة طوابير الخبز، الأمر الذى دفع الكثير منهم إلى الاعتماد على المكرونة والأرز بدلا من الخبز الذى أصبح الحصول عليه أمراً «صعبا» - بحسب وصف الأهالى - فضلا عن استمرار شكاواهم من ارتفاع أسعار الخضروات والفواكه بالأسواق، بينما تسبب اختفاء بنزين ٨٠ و٩٠ من محطات الوقود فى التأثير على حركة المواصلات.
وقال صالح خليل، مدير إدارة تموين بحى العجمى، فى اتصال هاتفى مع «المصرى اليوم»، إنه سيتم تشكيل لجنة رقابية تضم مسؤولى المجلس المحلى وعدداً من التنفيذيين تتولى إحضار كميات خبز من المخابز التابعة للقوات المسلحة بمنطقة العامرية وتوزيعها على المناطق الأكثر احتياجا بالحى، خاصة مساكن الصينية وشارعى السلام والرضوان وغيرهما، بهدف الحد من أزمة طوابير الخبز.
وفى مدينة برج العرب بدأت تلوح فى الأفق بوادر أزمة فى السلع الغذائية الموجودة بالمحال، بالإضافة إلى الخبز - بحسب تأكيدات الأهالى - حيث بلغ سعر كيلو الأرز ٧ جنيهات، وكيلو السكر ١٠ جنيهات، والطماطم ٥ جنيهات، فى حين بلغ سعر طن الأسمنت خلال اليومين الماضيين نحو ألف جنيه، مما دفع اللجان الشعبية بالمدينة إلى تشكيل لجنة بالتعاون مع مسؤولى التموين تتولى عملية الرقابة على الأسواق وتشرف على توزيع حصص الدقيق التموينى على الأهالى، فضلا عن التنبيه على التجار بضرورة عدم التلاعب فى الأسعار.
واستمرت طوابير الخبز فى حى غرب، خاصة فى مناطق القبارى، والورديان وكرموز، ووقع العديد من المشاجرات والمعارك فى تلك الطوابير باستخدام الأسلحة البيضاء، فضلا عن شكوى البعض من انتشار السوق السوداء لأسطوانات البوتاجاز، نتيجة استغلال عدد من الباعة للوضع الحالى فى تحقيق مكاسب مادية.
وأرجع محسن عبدالسلام، مدير إدارة التموين بحى غرب، استمرار ظاهرة الطوابير أمام المخابز، والتى أصبحت أزمة مشتركة بالعديد من المناطق والأحياء إلى ما وصفه بـ «سلوكيات» المواطنين فى التعامل مع الأوضاع الراهنة.
ووصف المحاسب سعيد حسن، رئيس شركة الإسكندرية للمجمعات الاستهلاكية نسبة الإقبال على السلع الغذائية، بـ «غير العادية»، مشيراً إلى أنها وصلت إلى ٢٠٠٪ على أنواع من السلع الأساسية مثل البيض واللحوم والدقيق والأرز والسكر، خاصة بعد اقتحام «البلطجية» المتاجر وسرقة السلع الموجودة بها، مشدداً على ضرورة تراجع المواطنين عن شراء السلع بهدف التخزين، حتى تكفى الكميات أكبر عدد من المواطنين.
وأضاف رئيس شركة المجمعات الاستهلاكية أن الشركة تطرح حوالى ٥٠ طناً يوميا من السكر، و٢٠ طن أرز، و١٠ أطنان من الدقيق، و١٥ طنا من اللحوم، مشيراً إلى أن الأسعار لم تشهد أى تغيير، وتبدأ أسعار الأسماك المجمدة من ٦ جنيهات، بينما يبلغ سعر كيلو سكر البنجر ٤.٢٥ جنيه، و٥ جنيهات لسكر القصب.