أيدت جموع القضاة فى الإسكندرية الأطروحات السياسية والاقتصادية، التى وردت فى خطاب الرئيس حسنى مبارك، أمس الأول، مؤكدين أنه خطاب مهم للغاية، وعلى الجميع منحه الفرصة لتنفيذ هذه الإصلاحات على أرض الواقع، خاصة فى ظل الحكومة الجديدة، برئاسة الفريق أحمد شفيق، فيما رحبت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى الإسكندرية بالإطاحة بالمهندس أحمد عز، الأمين السابق للتنظيم فى الحزب الوطنى، من الحياة السياسية تماماً.
قال المستشار عبدالرحمن بهلول، رئيس محكمة جنايات الإسكندرية، إنه يعتقد أن الرئيس حسنى مبارك استجاب لكل مطالب الشعب، خاصة أنه عين نائباً له، وهو ما لم يحدث منذ توليه القيادة السياسية منذ أكثر من ثلاثين عاما، وإقالة الحكومة، وتعديل الدستور وتغيير المادتين ٧٦ و٧٧، اللتين تتعلقان بشروط الترشح لمنصب رئيس الجمهورية وتحديد مدد الرئاسة، ومطالبة مجلس الشعب بتنفيذ جميع الطعون الانتخابية، التى صدرت بحقها أحكام قضائية بالبطلان، دون إبطاء وعلى وجه السرعة.
وأكد بهلول أن التغيير لا يمكن تنفيذه بين يوم وليلة، ومطالبة الرئيس بالرحيل أو الشعور بنتيجة التغيير فى أسبوع أمر غير منطقى، لأن مصر دولة مؤسسات يحكمها الدستور والقانون، مشيراً إلى أن إعلان الرئيس عدم نيته الترشح مرة أخرى كافى لرأب الصدع وفض الاعتصام القائم فى ميدان التحرير بالقاهرة، خاصة أن الحكومة الجديدة أعلنت أنها ستبذل أقصى جهدها من أجل سرعة تنفيذ توجيهات وتكليفات الرئيس حسنى مبارك.
وقال المستشار عبدالعزيز أبوعيانة، رئيس محكمة جنايات الإسكندرية الاقتصادية، وكيل أول نادى قضاة الإسكندرية، إن الرئيس «عمل اللى عليه»، والأطروحات السياسية والاقتصادية، التى أعلنها فى خطابه، أمس الأول، فرصة ذهبية للشعب، ظل طوال عمره ينادى بها، وطالب بفض الاعتصامات والتضاهرات والانتظار حتى نعرف ماذا تفعل حكومة الدكتور أحمد شفيق فى مطالب الشعب.
وطالب أبوعيانه بإنشاء شرطة قضائية وعودة الإشراف القضائى الكامل والتام على الانتخابات فى مصر، مشيرا إلى أن تعديل المواد الدستورية ٧٦ و٧٧ و٨٠ هو أهم مطالب للشعب، لافتا إلى أن النادى سيصدر بيانا اليوم يؤيد فيه ما ورد فى خطاب الرئيس من تعديلات وإصلاحات سياسية واقتصادية مهمة جدا.
وأشاد المستشار قدرى عيسى، رئيس محكمة الجنايات، بمطالبة الرئيس لمجلس الشعب واللجنة العامة المشرفة على الانتخابات بتنفيذ الطعون التى صدرت بحقها أحكام قضائية واجبة النفاذ، مشيرا إلى أن تنفيذ الطعون يثلج صدور القضاة بأكملهم، حتى لو وصل الأمر إلى أن تشمل الطعون جميع أعضاء البرلمان بالكامل، محذرا من ركوب البعض للموجة من أجل تنفيذ توجهات وأجندات خاصة بهم.
من ناحية أخرى، قال الدكتور كميل صديق، سكرتير المجلس المى فى كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية، إن الاطاحة بالمهندس أحمد عز، أمين التنظيم السابق فى الحزب الوطنى، من الحياة السياسية فى مصر أراح الجميع.
وأشار صديق إلى أن الرئيس كان بوسعه أن يغادر البلاد فى طائرة خاصة، كما يفعل الكثيرون، وكان بإمكانه أن يترك البلاد «مولعة نار ويمشى زى غيره من الرؤساء والزعماء»، لكنه رفض لأنه رجل عسكرى يرفض الخيانة والتخلى عن المسؤولية.
وحذر من ركوب البعض للموجة وسرقة ثورة وجهد الشباب، الذى يتظاهر سلميا للتعبير عن آرائه وطموحاته وتطلعاته إلى المستقبل، خاصة أن البعض ممن يدعون أنهم أوصياء على مصر يسعون إلى تنفيذ أجندات غربية.