اتهم مؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانج الولايات المتحدة بانتهاج نوع جديد من «الاستبداد»، مؤكدا أن هناك «غالبية صامتة» تنظم صفوفها لمواجهة ذلك، كما نفى عقد اتفاق سرى مع إسرائيل لعدم نشر الوثائق الخاصة بها، متعهدا بنشر ٣٧٠٠ وثيقة عنها. واعتبر أسانج، أمس الأول، فى مقابلة مع قناة «إم إس إن بى سى» الأمريكية من نورفولك ببريطانيا، حيث تم وضعه تحت الإقامة الجبرية، أن واشنطن تحاول إبعاد «ويكيليكس» عن الصحافة، لكى تبعده عن الحماية القانونية التى تتمتع بها مؤسسات النشر.
وقال مؤسس «ويكيليكس» إن رغبة الإدارة الأمريكية فى محاكمته يجب أن تكون تحذيراً موجهاً إلى جميع الصحفيين. وطالب أسانج جميع الصحفيين بحماية حقوق الصحافة، وحذر الذين يقدمون الدعم لـ«ويكيليكس» من استهداف واشنطن لهم، مؤكدا أن «الدور سيأتى عليهم». ولدى سؤاله عن أكثر المنتقدين له بين صفوف الجمهوريين الأمريكيين (من بينهم المرشحة السابقة لمنصب نائبة الرئيس سارة بالين والحاكم السابق لولاية أركانساس مايك هوكابى)، قال إنهما «ليسا إلا غبيين يرغبان فى استغلال السلطة».
ورفض أسانج الاتهامات بـ«إرهاب التكنولوجيا المتطورة»، قائلاً «أننا لسنا إرهابيين بل ما نراه هنا من تهديدات مستمرة تطالب باغتيالى أو اختطافى هو الإرهاب»، مشيرا: «إنهم هم من يجب اتهامهم بالتحريض على الاغتيال». وفى مقابلة نشرتها مجلة «بارى ماتش» الفرنسية أمس، رأى أسانج أن «النظام الأمريكى شبيه بالنظام السوفيتى«، لأنه «بدون أى غطاء قضائى، تمارس الشركات الكبرى الرقابة الاقتصادية بأوامر من واشنطن»، معتبراً أن »فيزا، وماستركارد، وباى بال، وبنك أوف أمريكا تعد آليات تحكم فى خدمة البيت الأبيض».
ونفى أسانج ما تردد مؤخرا عن اتفاق سرى قد يكون عقده مع إسرائيل مقابل عدم نشر أى شىء عنها. وأكد أسانج -فى مقابلة مع برنامج »بلا حدود« على قناة الجزيرة أمس الأول- أن موقعه سينشر المئات من الوثائق المتعلقة بإسرائيل فى الشهور المقبلة، مشيراً إلى أن بحوزته حوالى ٣٧٠٠ وثيقة فى هذا الشأن.
وكشف أسانج أن هناك وثائق حساسة ومصنفة على أنها »سرية« تتحدث عن حرب إسرائيل على لبنان فى ٢٠٠٦، وأخرى تتناول اغتيال القيادى فى حركة «حماس» محمود المبحوح فى دبى، فضلاً عن إشارات إلى الموساد معظمها سرى وتتحدث عن اتصالات رفيعة فى قضية اغتيال شخصية سورية برصاص قناص.
جاء ذلك فيما انضمت شركة »آبل« إلى عدد متزايد من الشركات الأمريكية التى قطعت صلتها بموقع «ويكيليكس»، وألغت برنامجاً من على موقعها الإلكترونى كان يتيح للمستخدمين الوصول إلى محتوى الموقع المثير للجدل. وفى تلك الأثناء، قالت صحيفة «نوفايا جازيتا» الروسية المعارضة إنها ستنشر تسريبات جديدة من «ويكيليكس» تكشف الفساد فى «أعلى المستويات السياسية» فى روسيا.
جاء ذلك فى الوقت الذى ذكرت فيه صحيفة «الشرق الأوسط» أن المخابرات الأمريكية «سى.آى.إيه» شكلت قوة عمل خاصة لتقييم آثار تسريبات برقيات الدبلوماسية الأمريكية عبر وثائق «ويكيليكس»، مشيرة إلى أن هذه القوة أطلق عليها اسم «قوة عمل ويكيليكس»، لكنها معروفة فى أوساط الجهاز باسم «دبليو تى إف».