لليوم العاشر على التوالى واصلت الأجهزة التابعة لحى بولاق أبوالعلا هدم منازل أهالى مثلت ماسبيرو، الأمر الذى أجبر عشرات الأهالى على المبيت فى الشوارع، بعد أن تحطمت أمتعتهم فى عمليات الهدم التى وصفوها بالفجائية، وقالوا إن الحى تخلى عن وعوده لهم بتسليمهم شققاً بديلة بمدينة النهضة فور هدم المنازل.
«المصرى اليوم» تجولت فى شوارع المنطقة ورصدت عمليات الهدم المستمرة لمنازل الأهالى، الذين وقفوا بين حطام منازلهم وأمتعتهم فى انتظار الشقق البديلة.
من فوق كومة من مخلفات الهدم، وقفت رقية محمد حسين تنظر إلى بقايا أثاثها وتقول: «فوجئت وزوجى وبناتى يوم الأحد قبل الماضى بقوة من الحى تداهم المنزل، وطلبوا منا إخلاء المنزل على الفور لهدمه، وبمجرد إخراجى من المنزل رفضوا عودتى إليه مرة أخرى رغم صراخى بأن ابنتى نائمة وسيُهدم المنزل فوق رأسها، كما أننى تركت موقد الغاز مشتعلاً، فأكدوا لى أنهم سيتولون الأمر بأنفسهم». وتابعت: «بالفعل اقتحموا المنزل وفى دقائق معدودة ألقوا جميع الأثاث من النوافذ وجمعوا ملابسنا فى ملاءات وألقوا بها فى الشارع، حتى انتهوا من الهدم وتركونا ورحلوا».
اضطر زوج «رقية» إلى المبيت فى الشارع لحراسة ما تبقى لهم من أمتعة، إلا أن إصابته بمرض السكر حالت دون ذلك، حيث غافله اللصوص ـ كما تروى ـ وسرقوا ما تبقى للأسرة.
وقالت: «منذ ١٠ أيام يبيت زوجى فى الشارع، فى حين أقيم أنا وبناتى الأربع وحماتى المسنة لدى جارتى، فهى الوحيدة التى تسمح ظروفها الأسرية باستضافتنا بسبب سفر زوجها، ونعيش الآن ٩ أفراد فى حجرة واحدة، وكل يوم يتردد زوجى على الحى لمعرفة موعد تسلمنا الشقة، لكن دون جدوى».
ورفضت بخيتة فرغل ما وصفته بمساومة الحى للأهالى على دفع مبلغ ١٠٥٠ جنيهاً للتعاقد على تسلم الشقة الجديدة، وقالت: «مفيش حد راضى يسلفنا، ولا نملك هذا المبلغ، وهو ما يعنى أننا سنظل مشردين فى منازل الآخرين دون مأوى لحين تدبير هذا المبلغ، الذى يجبرنا الحى ليس فقط على سداده وإنما دفع إيجار ٣ أشهر مقدماً للشقة الجديدة، حتى قبل تسلمها، وهو ما يفوق طاقة أى أسرة». وأكدت «بخيتة» أنها تعد من أكثر أهالى المنطقة تكبداً للخسائر بسبب عمليات الهدم، وقالت: «لم يلتفت عمال الحى لتوسلاتى بمنحى فرصة لإخراج جهاز ابنتى المكتوب كتابها، والتى كان من المقرر أن تتزوج الشهر المقبل، حيث تحطم كل جهازها بخسارة تتجاوز ٢٠ ألف جنيه».
وانتشر العمال فوق عدد من المنازل لتنفيذ أعمال الهدم وبادروا بإزالة الأسقف الخشبية للمنازل قبل هدم حوائطها، ومن شرفتها وقفت «نجية إبراهيم» البالغة من العمر ٥٤ عاماً تراقب عمليات الهدم، وقالت: «ولدت فى تلك المنطقة ولم أخرج منها، فقد تزوجت فى منزل أبى وربيت جميع أبنائى فيه، وأخشى اليوم الذى قد يصدر فيه قرار إزالة لمنزلى كما حدث مع باقى الجيران».
رفضت «نجية» الاستجابة لرغبة ابنها فى الرحيل من المنطقة، التى غطتها السحب الترابية من جراء مواصلة عمليات الهدم على مدار أكثر من أسبوع.
من جانبه، أكد اللواء على صدقى، رئيس حى بولاق أبوالعلا، أن عمليات الهدم تتم فى الحى بأكمله وليس فى منطقة ماسبيرو فحسب، حيث يتم هدم المنازل الصادرة لها قرارات إزالة بعد معاينة اللجان الفنية لها وتأكيد خطورتها على أرواح قاطنيها.
وقال: «بادر الحى بتسكين الأهالى فور هدم منازلهم، حتى تم تسكين ٨٠% منهم والبقية مازالت تستخرج بعض الأوراق اللازمة لإتمام الإجراءات».
ونفى مساومة الحى الأهالى على دفع مبلغ ١٠٥٠ جنيهاً لتسلم الشقق، وقال: «المبلغ المطلوب مجرد رسوم إدارية يدفعها الأهالى للحى لشراء وتركيب عدادات الغاز والمياه والكهرباء لهم فى شققهم الجديدة والمجانية».
الجمعة ديسمبر 24, 2010 8:57 pm
