وجه المعتصمون بميدان التحرير رسالة إلى عمال وأهالى منطقة وسط البلد طالبوهم فيها بالانضمام إليهم فى الميدان ليشاركوهم همومهم وللبحث عن حلول لمعادلة استمرار الاعتصام بدعم منهم ودون التسبب فى وقف أعمالهم، على أن يضاف إلى مطالب المعتصمين تعويض الأهالى عن خسائر انسحاب الشرطة وحظر التجول.
وقال البيان: «وقف أهالى وسط البلد والعاملون فيها موقف الشرفاء والأبطال منذ بدأت احتجاجات يناير وفبراير ٢٠١١، فعندما حاصرت قوات البوليس الغاشمة ٣٠ ألف شاب مصرى فى ميدان التحرير والشوارع المتفرعة وطحنت عظامهم وسحلتهم وخنقتهم، قدم لهم الأهالى البطاطين والمياه والطعام والمأوى وفتحوا شبكات الإنترنت اللاسلكية لديهم ليتمكن المحاصرون من استخدامها وتوصيل ما يحدث لمصر إلى العالم.
وفى يوم الجمعة ٢٨ يناير المشهود، جمعة الغضب، سجل صنايعية شامبليون وما حوله بطولة لا تنسى أمام الأمن المركزى وبلطجية الشرطة حتى دحروهم بنهاية اليوم، ومع مرور الوقت وبعد سيطرة المحتجين على ميدان التحرير واعتصامهم فيه بشكل مفتوح بدأ الأهالى والعمال (الصنايعية، التجار، أصحاب الورش، المراكبية، إلخ) فى الضيق والشعور بالتضرر، فقد أصبحت حياتهم تحت حظر التجول غير طبيعية (أكثر من أى مواطن آخر) وأصيبت الحركة التجارية النشيطة عادة فى وسط البلد بالشلل تقريباً.
لكن هناك بعض الأشياء الغائبة التى رأينا أن نوضحها لنزيل سوء التفاهم ونحاول الخروج من هذه الأزمة فى ظل استمرار الاعتصام.
إن وقف الحال ليس نتيجة للاعتصام وإنما لحظر التجول! والموقف الذى يحقق مصالحكم هو أن تكسروا حظر التجول (كما يفعل سوق التوفيقية مثلاً) وبهذا تشجعون الجمهور والسائقين أيضاً على كسره، وهو حظر تجول صورى أصلاً مقصود به الضغط علينا كلنا ليس أكثر، وقد انتهت أيام البلطجة الثلاثة الأولى.. احتجوا على حظر التجول لا على الاعتصام الذى تضامنتم أو تعاطفتم معه منذ البداية.
أيضاً فإنكم تنسون أن المعتصمين والمتظاهرين وهم بالملايين وينتمون لشتى الطبقات والفئات والانتماءات السياسية، هم أيضاً مصالحهم متعطلة، ومنهم من نهب وسرق وخطف وسجن وعذب وقتل وأصيب بجراح وإصابات متنوعة وفصل من العمل وتوقف دخله، لكنهم جميعاً يدركون أن المصالح الشخصية تتضاءل كثيراً الآن أمام اللحظة الهائلة ووعودها التاريخية الكبرى للشعب وأهالى وعمال وسط البلد باعتبارهم جزءاً من هذا الشعب (وجع ساعة ولا كل ساعة) أليس كذلك يا أهالينا؟
فليكن نفسكم طويلاً ولتنضموا إلينا فى اعتصامنا، وترونا بأنفسكم عن قرب وتشاركونا همومكم، ولنبحث معاً عن حلول لمعادلة استمرار الاعتصام بدعم منكم وبدون وقف حالكم أو بتخفيف آثار حظر التجول، سنضيف إلى مطالبنا تعويضكم من الدولة عن خسائر انسحاب الشرطة وحظر التجول ومازلنا ننتظر منكم شربة الماء والكلمة الطيبة إننا فى حماية الجيش وحمايتكم، بل نحن فى حمايتكم أنتم أولاً ولاجؤون عندكم، سامحونا على أى أخطاء أو تجاوزات حدثت منا، من أجل الثورة، ثورتنا جميعاً.