أكد الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله فى خطاب ألقاه أمس فى حشد من أنصاره فى ذكرى عاشوراء أن ما اعتبره «مؤامرة المحكمة الدولية» المكلفة بالنظر فى اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريرى التى تستهدف حزبه «ستذهب أدراج الرياح»، مجدداً رفضه أى «اتهام ظالم» لـ«حزب الله» بارتكاب الجريمة.
وتحدث نصرالله الذى أطل عبر شاشة عملاقة وضعت فى ملعب الراية فى الضاحية الجنوبية لبيروت، فى ختام مسيرة عاشورائية شارك فيها عشرات الآلاف من الأشخاص، عن «المؤامرة الجديدة التى تستهدف لبنان والمقاومة، والتى تسمى بالمحكمة الدولية والقرار الظنى الاتهامى»، معتبراً أن «مؤامرة المحكمة الدولية ستذهب أدراج الرياح ككل المؤامرات السابقة». وجدد رفضه «أى اتهام ظالم لنا أو لغيرنا»، مضيفا: «سنسقط أهداف هذا الاتهام.. سنحمى مقاومتنا وكرامتنا وبلدنا من الفتنة ومن المعتدين والمتآمرين».
وأكد نصرالله فى خطاب اتسم بنبرة هادئة نسبيا بالمقارنة مع خطاباته فى الأشهر الأخيرة التى تناول فيها موضوع المحكمة، «الالتزام والحرص على بلدنا لبنان وعلى وحدتنا الوطنية»، وأضاف: «نعلن رفضنا أى فتنة بين المسلمين، خصوصا بين الشيعة والسنة وحرصنا الدائم على مواجهة أى شكل من أشكال الفتنة لأنها اليوم مشروع أمريكا وإسرائيل لأمتنا».
وكان نصرالله قد دعا مساء أمس الأول أنصاره إلى المشاركة بكثافة فى المسيرة العاشورائية المركزية فى الضاحية، معتبراً أنه «يوم استثنائى ومختلف». ودعا نصرالله - فى خطاب ألقاه أمس الأول عبر شاشة عملاقة فى حضور العشرات من مناصريه فى مجمع سيد الشهداء فى الضاحية الجنوبية - الدولة اللبنانية إلى تحييد نفسها فى المواجهة بينه وبين المحكمة الدولية، متهما المحكمة بـ«الفساد والظلم».
واقترح نصرالله «صيغة» تقضى بـ«أن يخرج لبنان الرسمى والسياسى والشعبى» من موضوع المحكمة التى تتجه إلى توجيه الاتهام إلى الحزب فى الجريمة، على حد قوله.
واعتبر نصرالله أن «المحكمة الدولية ستواجه يوما أصعب من ويكيليكس، وكل الذين تواطأوا وتآمروا سيواجهون فضيحة أكبر من ويكيليكس»، متهماً التحقيق الدولى والمحكمة الدولية بالفساد.
وقال إن نائب رئيس لجنة التحقيق الدولية سابقاً «الألمانى جيرهارد ليمان هو ضابط مخابرات كان مؤتمنا على التحقيق، وهو أكبر مسؤول عن تسريب التحقيق والمعلومات والوثائق وأنا عندى الدليل على ذلك»، دون أن يفصح عن ماهية الدليل. وأضاف أن ليمان «باع وثائق فى لبنان مقابل المال»، وهى عبارة عن «شهادات قيادات سياسية كبيرة باعها بـ٥٠ ألف دولار أو٧٠ ألف دولار». وأكد أن وسطاء نقلوا له «استعداد هذا الرجل لإعطائنا كل ما فى التحقيق الدولى مقابل مليون دولار، لكننا بخلنا بالمليون دولار».
جاء ذلك فيما رفض نائب أمين عام «حزب الله» اللبنانى الشيخ نعيم قاسم «عناوين التفرقة والتحريض الشيعى السنى فى لبنان وأى مكان آخر»، وأضاف أن حزب الله سيعمل مع كل أطياف المعارضة من أجل «مواجهة الفتنة بالطرق المناسبة»، وذلك خلال مشاركته فى مؤتمر حوار الإخاء الإسلامى المسيحى الذى انعقد أمس الأول فى العاصمة السورية دمشق بدعوة من الحكومة السورية وبمشاركة ٣٤٠٠ ممثل عن دولهم