وصفت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، الساعات الأخيرة للرئيس السابق حسنى مبارك فى الحكم، بأنها كانت محاولات يائسة للبقاء، مشيرة إلى أنه كان من المفترض أن يعلن استقالته فى خطابه الأخير، إلا أنه لم يكن يستوعب الاضطرابات الصاخبة التى استمرت أكثر من أسبوعين، لكنه لم يتنح بسبب تأكيد مساعديه الرئيسيين، بما فى ذلك ابنه جمال، له بأنه يستطيع التغلب على هذه الاضطرابات. واصفة التنحى بأنه القرار الذى غيَر تاريخ مصر.
ونقلت الوكالة فى تقرير بثته أمس، عن مصادر وصفتها بأنها مطلعة، ورفضت ذكر اسمها بسبب حساسية المعلومات، قولها إن مبارك لم يكن يرغب فى إدراك أن رحيله الفورى من شأنه أن ينقذ البلاد من الفوضى الناجمة عن الاحتجاجات التى بدأت ٢٥ يناير، واصفة مبارك بأنه افتقر إلى الآلية السياسية التى يمكن أن تقدم له المشورة السليمة حول ما كان يحدث، ولم يكن ينظر إلى ما وراء ما كان يقوله له ابنه جمال.
وقالت المصادر إن صبر الجيش كان قد بدأ ينفد مع فشل مبارك، ونائبه عمر سليمان فى إنهاء الاحتجاجات، مشيرة إلى أنه كانت هناك خلافات بين الوزراء حول حجم التهديد الذى تشكلهٍ المظاهرات، فضلاً عن وجود محاولات متعمدة من مساعديه المقربين، بما فى ذلك جمال مبارك، لإخفاء الصورة الكاملة عما يجرى فى الشوارع عنه، مؤكدة أن الجيش شعر بالقلق بعد وقت قصير من بدء الاحتجاجات، وأقنع الرئيس مبارك بتعيين عمر سليمان نائباً له، وتفويضه بالحوار مع قوى المعارضة للخروج من الأزمة، إلا أنه فشل فى المهمة.
ووفقاً للمصادر فإن الدكتور حسام بدراوى، الأمين العام السابق للحزب الوطنى، اجتمع مع مبارك فى وقت لاحق يوم الخميس، وهو ما جعله يعلن للصحفيين أن الرئيس سيلبى مطالب الشعب، إلا أنه قدم استقالته، احتجاجاً على عدم تنحى الرئيس فى خطابه الأخير.
وقال أحد المصادر المطلعة على المشهد من الداخل إن جمال مبارك هو الذى كتب خطاب مبارك الأخير الذى ألقاه الخميس الماضى، وأعاد كتابته عدة مرات قبل التسجيل، إلا أنه أدى إلى زيادة الاحتجاجات عقب التوقعات المتزايدة بتنحيه، مشيراً إلى أنه كان من الواضح أن الخطاب كتب على عجالة، وأن مبارك كان يبدو متوتراً وظهر أكثر من مرة وهو يحاول تعديل رباط عنقه، مؤكداً أن أنس الفقى، وزير الإعلام السابق، كان متواجداً فى الاستوديو خلال تسجيل الخطاب جنبا إلى جنب مع جمال مبارك.
وأضافت المصادر أن مبارك كان يأمل فى أن يؤدى تفويض سليمان إلى إنهاء الاحتجاجات مما يسمح له بالبقاء فى منصبه كشخصية رمزية.