انتقلت رياح التغيير سريعا من مصر إلى الجزائر، التى شهدت أمس خروج آلاف المتظاهرين المطالبين بـإسقاط النظام، وسط توقعات بتكرار السيناريو المصرى فى الجزائر التى استبقت الدعوة لأكبر مسيرة احتجاجية فى العاصمة وعدة ولايات باستمرار حظر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» الشهر الماضى.
وأطلق الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة قوات الأمن وفرق مكافحة الشغب وأنصاره على المتظاهرين ومنعوهم من مواصلة المسيرة فى العاصمة، بحجة الحفاظ على الأمن، خشية تدهور الأوضاع بما يهدد بسقوط النظام.
وعززت قوات الأمن وشرطة مكافحة الشغب من انتشارها فى العاصمة، ونشرت نحو ٣٠ ألف فرد، وأغلقت الطرقات المؤدية للعاصمة، ووقعت اشتباكات بين أكثر من ٢٠٠٠ متظاهر حاولوا اختراق الطوق الأمنى فى ساحة الوئام الوطنى بالعاصمة وسرعان ما قمعتهم الشرطة وحالت دون تقدمهم واعتقلت قيادات دعت وشاركت فى المسيرة.
وتوقفت حركة القطارات والحافلات كإجراء احترازى، بينما لايزال موقع «فيس بوك» مغلقاً منذ مواجهات يناير الماضى بين محتجين والشرطة.
وحذرت سلطات العاصمة المواطنين من المشاركة فى المسيرة، وترأس وزير الداخلية اجتماع أزمة أمس لبحث الوضع، وحرّض النظام بعضا من أنصاره على تنظيم مسيرة شارك فيها العشرات فى ساحة الوئام.
وفى اليمن، تظاهر نحو ٤ آلاف مواطن فى جامعة صنعاء، مطالبين برحيل الرئيس على عبدالله صالح، ورددوا هتافات «الشعب يريد إسقاط النظام»، بينما سعت قوات الأمن إلى تفريقهم واعتقال بعضهم، بعد مسيرات لأنصار ومعارضى النظام فى ميدان التحرير وسط العاصمة، وإثر «يوم غضب» أمس الأول فى المحافظات الجنوبية للمطالبة بالانفصال وبسقوط النظام، اجتمع الرئيس مع القادة العسكريين لبحث إمكانية زيادة رواتب الجيش والموظفين الحكوميين للمرة الثانية خلال شهر، لضمان ولاء العسكر فى مواجهة أى احتجاجات تهدد بقاء نظامه.