مظاهرات قوم عند قوم فوائد، هذا التحريف للمثل الشعبى الشهير ينطبق تماماً على الوضع القائم الآن فى ميدان التحرير، فبينما يتواجد مئات الآلاف من المتظاهرين الذين يحتجون على السياسات الحالية، ويطالبون بتنحى الرئيس، استغل عدد من الباعة الجائلين الزحام الشديد فى الميدان فى ترويج وبيع بضائعهم، فى محاولة لفتح باب للرزق يعينهم على الاستمرار، بعد توقف الحياة فى مصر فى الأيام الماضية.
«الشعب يريد إسقاط النظام»، يقولها شعبان عبدالفتاح «٢٧ سنة»، وهو يحمل طاولة خشبية وضع عليها مجموعة من المخبوزات، ذات الحشو الحلو أو الحادق ليبيعها للمتظاهرين، وقال إنه أتى من المرج، حيث يقيم وهو يعرف جيدا أن بضاعته البسيطة ستلقى رواجاً كبيراً بين المتظاهرين المتمركزين فى الميدان، بالإضافة إلى إغلاق جميع المطاعم المحيطة بالميدان.
وأضاف عبدالفتاح: «أنا جيت عشان أشوف رزقى، وببيع القطعة بجنيه، آهو منها المتظاهرين يلاقوا حاجة ياكلوها، ومن ناحية تانية أنا أستفيد، خصوصا أن العدد هنا كبير جداً، والبيع شغال كويس».
وقال إسلام جمال «١٣ سنة»، إن الهدف الأساسى الذى جعله يأتى من السيدة عائشة، هو التظاهر، لكن لا مانع من التكسب خلال الوضع الحالى ببيع القليل من المعجنات، وأضاف: «أنا بشتغل منذ كان عمرى ٧ سنوات، ولم أتعلم، لكننى أعرف أن المتظاهرين لديهم حق فى كل مطالبهم، لكن أنا جيت النهارده علشان أبيع اللى معايا يمكن حالى وحال البلد يبقى أحسن».
ووصف محمد عبدالعال «١٨ سنة» المظاهرات بأنها موسم، مشيراً إلى أنه أتى خصيصا لبيع الأعلام، التى تلقى بين المتظاهرين رواجا أكبر مما يحدث أثناء مباريات كرة القدم.
«دبلة بيضا عشان الثورة البيضا»، جملة يقولها أشرف القط، الذى جاء من المنوفية إلى الميدان التحرير، لبيع بضاعته الغريبة نسبيا وسط المظاهرات، حيث يبيع الدبل المقلدة بسعر ٢.٥ جنيه للدبلة، لكن اللافت هو تأكيده أن حركة البيع رائجة أكثر منها فى الأوقات العادية.