صعد الرئيس الأمريكى باراك أوباما اللهجة ضد نظام الرئيس حسنى مبارك، معتبراً أن نقل صلاحياته لنائبه عمر سليمان غير كاف، ودعا القاهرة لرسم طريق واضح «دون أى التباس» نحو الديمقراطية، فيما أعلن سامح شكرى السفير المصرى فى واشنطن أن سليمان هو من الآن وصاعدا «الرئيس الفعلى» فى مصر، مشيرا إلى أن مبارك نقل إليه كل صلاحياته.
وأضاف شكرى فى تصريحات لشبكة «سى. إن. إن» الإخبارية الأمريكية: «إن الرئيس مبارك نقل صلاحياته لنائب الرئيس الذى أصبح مكلفا القيام بكل مهام الرئيس»، وأوضح أنه يتحدث بطلب من سليمان بعد تلقيه توضيحاً عقب خطاب الرئيس، وقال ردا على سؤال لمذيع «سى. إن. إن» عما إذا كان مبارك لم يعد لديه سلطة: «هذا بالتأكيد تفسير يمكنك استنتاجه».
وأضاف «بإمكاننا القول إن الرئيس مبارك هو الرئيس بموجب القانون ولكن نائب الرئيس هو الرئيس الفعلى». وأوضح أن سليمان يصبح بهذه الصفة «المسؤول عن الجيش»، بعد أن «نقل إليه مبارك جميع صلاحياته».
ومن جانبه، قال أوباما فى بيان اتسم بلهجة حازمة تعليقاً على خطاب مبارك أمس الأول إن «المصريين تلقوا تأكيدا بأنه سيكون هناك انتقال للسلطة، ولكن من غير الواضح حتى الآن أن هذا الانتقال سيكون فوريا وواضحا وكافيا».
وأضاف أوباما أن «الكثير من المصريين لايزالون غير مقتنعين بجدية الحكومة فى عملية انتقال حقيقية للديمقراطية والحكومة مسؤولة عن التحدث بوضوح إلى الشعب المصرى والعالم». وقال الرئيس الأمريكى إنه «لابد للحكومة المصرية من أن ترسم طريقا يتمتع بمصداقية وعملية ودون أى التباس نحو ديمقراطية حقيقية ولم تنتهز بعد هذه الفرصة». ودعا السلطات المصرية إلى «التحرك لتوضيح التغييرات التى حدثت وإعلان العملية التى ستقود إلى الديمقراطية وتشكيل حكومة خطوة خطوة وبلغة واضحة ودون أى لبس».
وأضاف الرئيس الأمريكى، الذى كانت إدارته تتوقع تنحى مبارك: «نحض الحكومة المصرية على تقديم شرح سريع لطبيعة التغييرات التى جرت وتقديم عرض واضح للخطوات المقبلة التى ستؤدى لظهور حكومة ديمقراطية وصحيحة التمثيل كما يريد الشعب المصرى».
وامتدح أوباما المتظاهرين المصريين، وختم كلمته بالقول: «فى هذه الظروف الصعبة، أنا على ثقة بأن الشعب المصرى سيثابر، وعلى المصريين أن يدركوا بأنه لايزال لديهم صديق هو الولايات المتحدة». وفى البيان نفسه الذى لم يرد فيه اسم مبارك إطلاقا، الذى صدر بعد ساعات من خطاب مبارك إثر اجتماع طارئ لفريق الأمن القومى الأمريكى، حذر أوباما من لجوء السلطات المصرية إلى العنف. وقال «يجب أن تتحلى جميع الأطراف بضبط النفس، ويجب تجنب العنف بأى ثمن»، مؤكدا أنه «من الضرورى ألا ترد الحكومة على تطلعات شعبها بالقمع أو بأعمال وحشية»، وأكد الرئيس الأمريكى أن «أصوات المصريين يجب أن تسمع».
وجدد أوباما دعوته إلى «احترام الحقوق العالمية للمصريين» وإنهاء حالة الطوارئ المطبقة منذ حوالى ٣٠ عاما فى البلاد، التى تعطى صلاحيات واسعة لقوات الأمن. وردا على رفض مبارك الخضوع «لإملاءات» قوى خارجية، قال أوباما إنه فى نظر الولايات المتحدة يعود للمصريين أنفسهم تقرير مستقبلهم.
وفيما أدان السيناتور الجمهورى جون ماكين رفض مبارك التنحى فورا، معتبرا أن خطابه «بائس ويثير القلق»، هاجم الملياردير الأمريكى، دونالد ترامب، بقسوة مبارك، وقال إنه ليس من نوع القادة الذين يجب أن يحكموا دول الشرق الأوسط، خاصة مع اتهامات الفساد التى تحيط بنظامه، وأعرب عن أمله فى ألا يكون للأحداث الجارية فى مصر تأثير على الأوضاع الاقتصادية العالمية.
وقال ترامب، «قام مبارك بنقل صلاحياته لنائبه لكنه لم يتنازل عن السلطة، وأضاف: إن مبارك يعيش فى ممتلكات عقارية فخمة حول العالم، ولنفترض أنه أخذ ٥٠ أو ٧٠ مليار دولار (فى إشارة إلى التقارير التى أثارتها صحف حول مبارك) فهل هذا هو نوع القادة الذى يرغبون به؟ لا أظن ذلك».
وفى إسرائيل، قال رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو إنه يأمل أن تحترم أى حكومة تتولى الحكم فى مصر اتفاقية السلام المبرمة بين البلدين عام ١٩٧٩، فيما صرح وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود بارك بأنه يجب ألا تتدخل إسرائيل فيما يجرى فى مصر. وفى أول تعقيب إسرائيلى على كلمة الرئيس المصرى، قال إن الشعب المصرى هو الذى سيجد طريقه تمشياً مع أحكام الدستور المصرى، وحذرت السلطات الإسرائيلية رعاياها الذين ينوون السفر إلى مصر من خطر تعرضهم لهجمات. وأكد قادة الغرب من جديد ضرورة انتقال السلطة فى مصر بعد خطاب الرئيس الذى تمسك فيه بالسلطة خلافا لرغبة المتظاهرين المطالبين بتنحيه.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون أن المصريين يجب أن يقرروا بأنفسهم مستقبلهم السياسى وكرر دعوته إلى انتقال هادئ للسلطة.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى كاثرين اشتون «الآن هو وقت التغيير فى مصر»، معتبرة أن «الرئيس مبارك لم يفتح الطريق بعد أمام إصلاحات سريعة وعميقة».
وأكد رئيس البرلمان الأوروبى جرزى بوزيك أن «تطلعات مواطنى مصر مشروعة والتغيير لا يمكن أن يتأخر. ينبغى طى صفحة النظام السابق»، وطالب بتشكيل حكومة جديدة تضم «القوى الديمقراطية».
وأعرب وزير الخارجية الألمانى جيدو فسترفيلى عن خيبة أمله من الخطاب الذى ألقاه مبارك، معتبرا أنه لم يكن «الخطوة المنتظرة نحو المستقبل»، أما وزير الخارجية البريطانى وليام هيج فقد شدد على ضرورة «انتقال سريع ولكن هادئ» فى مصر.
السبت فبراير 12, 2011 7:56 am
