شهدت الشوارع المحيطة والمؤدية إلى قصر الرئاسة بمصر الجديدة ومنزل الرئيس «مبارك»، تكثيفًا للإجراءات الأمنية من قبل القوات المسلحة، فيما أكد أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، فى حديثه لقناة «العربية» أمس، أن الجيش قد يتدخل لحماية الأمن القومى «إذا ما حاول المغامرون انتزاع السلطة».
ونشرت وحدات القوات المسلحة المرابطة فى مداخل ومخارج الشوارع الرئيسية فى مصر الجديدة، قواتاً إضافية صباح أمس، كإجراء احترازى، تحسبا للتظاهرات المقرر انطلاقها اليوم الجمعة، فيما يطلق عليها «جمعة التحدى»، وأغلقت قوات الجيش جميع الشوارع المحيطة بالقصر الجمهورى، سواء من ناحية الشارع الرئيسى «الميرغنى»، أو الشوارع الخلفية، وذلك من خلال تكثيف أعداد الدبابات والمجنزرات.
ووضع الجنود مزيداً من الأسلاك الشائكة، وسدوداً من أكياس الرمل من كل الجوانب، وهو ما أدى إلى إعاقة حركة المرور فى المنطقة جزئيا، بالإضافة إلى تحويل اتجاهات بعض الشوارع لتسيير خطوط المواصلات والسيارات الخاصة، وتسبب تعزيز التواجد الأمنى فى شارع الميرغنى إلى وقف خط المترو.
وشهدت العديد من شوارع القاهرة، خاصة منطقة مصر الجديدة، حيث مقر القصر الرئاسى، وحى مدينة نصر، إعادة انتشار لقوات الجيش المصرى بهدف حماية ٣ مواقع حساسة، هى القصر الرئاسى، والمخابرات العامة، ومبنى التليفزيون، فيما أكدت مصادر عسكرية أنه لا نية لدى الجيش فى إخراج المعتصمين بميدان التحرير بالعنف، موضحا أنه لن يجرى منع أى شخص من الدخول إلى ميدان التحرير.
من جانبه، أكد أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، أنه لم يكن يتوقع الأحداث الأخيرة التى تمر بها مصر، منوها بأنه تابعها أثناء زيارته للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وأضاف أبوالغيط، فى تصريحات لقناة «العربية» الإخبارية أمس، أنه على المستوى الشخصى لم يكن لديه أى مؤشرات تدل على ما حدث فيها بصفته وزيرًا للخارجية، وليس وزيراً للأمن، لافتا إلى أنه كان يساوره شك فى محاولة البعض تقليد ما حدث فى تونس.
وأشار أبوالغيط إلى أنه تعرض لـ«سؤال استفزازى» من أحد المراسلين جاء فيه «متى سنرى رئيس مصر فى مثل وضع الرئيس التونسى زين العابدين بن على؟»، وتابع قائلاً: «شعرت بشىء من التشفى»، وأفاد بأنه رد قائلا «لا يعقل أن يقوم الرئيس حسنى مبارك بمغادرة مصر هربا من شعبه ولن يحدث.. ولن يقبل الشعب المصرى أن يغادر رئيسهم البلاد بهذا الشكل».
ولوح أبوالغيط بأن الجيش قد يتدخل لحماية الأمن القومى «إذا ما حاول المغامرون انتزاع السلطة»، فى إشارة إلى المحتجين الذين يطالبون بتغييرات شاملة فى النظام الحاكم.
وفى رده على سؤال حول وجود عروض من بعض الدول الخليجية أو ألمانيا لاستضافة الرئيس، أكد وزير الخارجية أنه ليس لديه علم على الإطلاق بمثل هذا الكلام، موضحاً أنه تردد فى الإعلام الألمانى أقاويل تشير إلى استضافة الرئيس، وتم التصدى لها، مؤكداً ثقته فى أن رئيس مصر لا يمكن أن يرضى بذلك.
وحول الإخفاقات التى أدت إلى الوصول لهذا الحد الذى يطلق عليه «ثورة» الآن، أشار وزير الخارجية إلى أن هناك أسبابا كثيرة، منها نتائج انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، إلى جانب استمرار الكتابة والتغطيات الإعلامية عن علاقة الحكم بالمال وكيفية ممارسة رجال الأعمال لدورهم. وحول رؤيته للفساد، قال وزير الخارجية إنه ليس النائب العام أو رئيس الرقابة الإدارية، مشيراً إلى أن هناك كثيراً من الاتهامات تصل نسبتها إلى ٩٥% غير موثق، ومجرد أقاويل قد تؤدى إلى توتر الأوضاع، لافتا إلى أن الرئيس كلف لجانا للتحقيق فيما حدث، وأن التاريخ سيحكم فى هذا الموضوع.
وشدد أبوالغيط على أن الأحداث التى تمر بها مصر «صعبة للغاية»، داعيا إلى الخروج منها بأسرع وقت ممكن، ومحذرا من استمرار تدهور الأوضاع الأمنية التى قد تؤدى إلى ضياع مصر بالكامل، «وهو ما لن يغفره التاريخ لنا بوصفنا الجيل الذى ضاعت منه مصر خلال مسؤوليته»، مؤكدا أن مطالب الشباب فى طريقها إلى التحقق، داعيا الشباب إلى الوثوق فى عهد الرئيس مبارك «الذى وهب حياته للوطن والدفاع عنه»، وكذا ما تعهدت به القوات المسلحة بضمان تنفيذ قرارات الرئيس.
وحول إمكانية تحول النظام المصرى إلى نظام عسكرى فى الفترة المقبلة، قال أبوالغيط إنه يأمل ألا يتم هذا، منوها بأن وجود الرئيس ونائبه ومجلسى الشعب والشورى إلى جانب خارطة الطريق التى وضعها الرئيس يعد أكبر ضمانة حقيقية للاستقرار الدستورى.
وتابع أبوالغيط قائلا: «إذا ما تمت إعادة تأهيل وتشكيل مجلس الشعب بالشكل المطلوب وإذا ما تم تعديل الدستور فإنه يتوقع ترشح ١٥ شخصاً للانتخابات لرئاسة الجمهورية»، مؤكدا حرص الرئيس مبارك على التحاور مع الشباب، وعدم التعرض لهم بأى حال من الأحوال.
وحول اقتراح البعض قيام الرئيس مبارك بتفويض نائبه، قال وزير الخارجية «إذا تم فعل ذلك فإن سلطات نائب الرئيس كما يتيحها له الدستور لا تمكنه من المضى فى عمليات تعديل الدستور والانتخابات وغيرها»،.
ولفت أبوالغيط إلى أنه لم تتح له فرصة النزول إلى ميدان التحرير لانشغاله بـ«الرد على الضربات التى كانت توجه لمصر من الخارج ممن يحاولون تحقيق أهداف داخل بلدانهم».
وحول رؤيته للأحداث فى الوقت الراهن، أعرب وزير الخارجية عن أمله البدء فى التنفيذ الفورى لخارطة الطريق، ومبديا أمله فى قيام لجنة التحقيق بممارسة عملها، وأشار إلى أنه يحب أن يطلق على ما قام به الشباب «انتفاضة غاضبة لشعب تمت مجابهته بكثير من الصعوبات»، معربا عن أمله فى التحرك بما تم تحقيقه من مكاسب، كى تكون مصر بخير تحت رئاسة جديدة.
الجمعة فبراير 11, 2011 7:52 am
