تزاحم آلاف المواطنين على البنوك فى أول يوم عمل عقب تعطل الجهاز المصرفى لمدة أسبوع كامل إثر المظاهرات التى اندلعت الثلاثاء قبل الماضى.
وشهد عدد من البنوك بعض الاحتكاكات بين بعض العاملين والجمهور، الذى حرص على الحضور مبكراً منذ الثامنة صباحا، رغم أن مواعيد العمل التى تم الإعلان عنها تبدأ الساعة العاشرة بدلاً من الثامنة والنصف قبل المظاهرات.
وقال عدد من المواطنين إن البنوك لم تكن مستعدة لاستقبال الجمهور فى العاشرة وبدأت عمليات تجهيز الصالات وتنظيفها قبل العاشرة بقليل مما أدى إلى انتظار المواطنين فى الخارج فى الوقت نفسه طالب العاملون بعض المتزاحمين على الدخول للبنوك بالانتظار داخل صالة البنك لكبر سنهم وعدم قدرتهم على الوقوف فى الشارع.
وقالت ولاء محمود: إنها قدمت إلى البنك مع زوجها للحصول على الراتب الشهرى، الذى تأخر نتيجة إغلاق البنك عقب وقوع المظاهرات، وأضافت أنها حضرت منذ الثامنة والنصف صباحاً إلا أن هناك تأخيراً فى الدخول إلى البنك نتيجة عدم انتهاء عمليات النظافة، والتى كان يجب أن تتم قبل يوم من استقبال الجمهور.
وأوضحت أن تأخر صرف الأموال أدى إلى عدم استطاعة بعض الأسر الحصول على الأموال ولكن كان هناك تكاتف واضح بين الناس.
وأكدت أن ما قلل من حدة نقص الأموال والسيولة لدى المواطنين أن موظفى القطاع الحكومى كانوا قد تسلموا رواتبهم قبل مظاهرات يوم ٢٥ وهو ما ساهم فى توافر بعض السيولة لدى الأسر.
وتابعت أن محاولات بعض التجار استغلال الموقف وزيادة أسعار الخضر والفاكهة دفعت بعض الشباب للذهاب إلى سوق العبور والبيع للسكان بالسعر العادى دون مغالاة وهو ما خفف من اتجاه التجار إلى استغلال الموقف وغلاء الأسعار.
وقال أسامة أحمد: «قدمت منذ الصباح الباكر إلى البنك لأحصل على أموالى المودعة فى البنك»، وأكد أنه تعرف منذ الصباح على فروع البنك المتاحة للعمل، وكان حريصاً على الحضور المبكر قبل الزحام لكن هناك أعداداً كبيرة لاتزال فى انتظار دخول البنك، مضيفاً أن أمن البنك يعمل على دخول الواقفين بالدور دون تمييز بين كبار أصحاب الشركات والمواطن البسيط.
وأوضح أنه سيستمر فى الحضور يومياً إذا تعثر فى الحصول على أمواله حتى يحضرها بالكامل من البنك.
وقالت ميرفت سعيد إنها قدمت إلى البنك لإحضار جزء من مدخراتها نتيجة زيادة معدل النفقات خلال الأيام الماضية بعد ارتفاع أسعار العديد من السلع. وأكدت أنها لن تقدم على سحب جميع مدخراتها مفضلة بقاءها فى البنك عن ادخارها فى المنزل، مشيرة إلى ثقتها فى استمرارها فى البنك معتبرة ما حدث ليس إلا أزمة عابرة وقالت إن فك ودائعها فى الوقت الحالى سيؤدى إلى خسارتها.
فى الوقت نفسه زادت كثافة عمليات الحراسة أمام البنوك وكان من الملاحظ وجود قوات من الحراسات الخاصة أمام جميع الفروع العاملة بالأمس حيث كان من المقرر أن تعمل البنوك بنحو ٣٠% فقط من طاقتها للتأكد من عمليات التأمين ونقل الأموال وضمان عدم الاعتداء عليها.
وقام عدد من فروع البنوك التى لم تعد إلى العمل بتعليق لافتات موضح عليها أقرب الفروع التى عادت إلى العمل للتيسير على المتعاملين مع تلك الفروع. وكان تحطم بعض ماكينات الصرف الآلى سببا فى زيادة أعباء بعض المتعاملين، وقال فتحى كمال إنه يصل إلى أقرب ماكينة صرف آلى منزله بالكاد إلا أن المفاجاة أنها تحطمت، ما أدى إلى ذهابه إلى أخرى، مؤكدا صعوبة استخدام الماكينة وقال إنه يقوم بالاستعانة بأى شخص لصرف المعاش وقال إنه لم ينجح فى تحمل انتظار الطوابير الطويلة أمام الماكينات للصرف وعليه قرر أن يعود فى يوم آخر.
وقال متولى شعبان، متطوع، كان يضع قائمة بالعملاء لتنظيم من يدخل أولا: «ينبغى أن يكون هناك بعض النظام هنا. الناس متلهفة على صرف رواتبها وسحب المال».
وكان ٢٩ بنكاً من بين ٣٩ مسجلة لدى البنك المركزى قررت فتح أبوابها بدءاً من الأمس، من بينها عشرات من البنوك الأجنبية.
وقالت نيفين لطفى، الرئيس التنفيذى، العضو المنتدب للبنك الوطنى للتنمية، إن البنك قرر فتح عدد من فروعه المؤمنة من جانب قوات الأمن والقوات المسلحة فى بعض المواقع.
ولفتت إلى أنه تقرر فتح ٩ فروع للبنك من بين ٤٠ فرعاً يمتلكها وتنتشر فى أنحاء الجمهورية.
من جانبه قال إسماعيل حسن، رئيس مجلس الإدارة، العضو المنتدب لبنك مصر إيران، إن البنك قرر فتح ٦ فروع من بين الـ ١١ فرعاً المنتشرة، مشيراً إلى أن هذه الفروع ستكون مؤمنة تماما.
وقام بنك باركليز مصر باستئناف العمل اعتباراً من الأحد الماضى فى ٧ فروع هى فرع المعادى شارع ٩ وسيتى ستارز ومحيى الدين أبوالعز والقطامية والزمالك بالقاهرة وفرعا رشدى ولوران بالإسكندرية إعمالاً لقرارات البنك المركزى المصرى بخصوص مواصلة عمل القطاع المصرفى بدءاً من اليوم.
ومن المقرر أن تستمر ساعات عمل البنوك من العاشرة صباحاً إلى الواحدة والنصف ظهراً، كما قامت البنوك بتغذية ماكينات الصراف الآلى.
من جانبه قال أكرم تيناوى، العضو المنتدب لبنك المؤسسة العربية المصرفية إن البنك قرر فتح ٤ فروع من بين ٣٨، مشيراً إلى أن إدارات هذه الفروع ستلتزم بتقديم جميع خدماتها لجميع عملاء البنك من شركات وأفراد.
يذكر أن عدداً من البنوك العاملة قررت تنشيط خدمة العملاء عبر الهاتف لتلقى جميع استفسارات العملاء من خلال مركز الاتصال الذى يعمل من التاسعة صباحاً حتى الثالثة مساءً طوال أيام الأسبوع.
الإثنين فبراير 07, 2011 10:34 am
