استمراراً لحالة الحراك الشعبى والمعارضة فى أنحاء العالم العربى المطالبة بالإصلاح والتغيير، دعا نشطاء سعوديون إلى البدء فى تطبيق إصلاحات سياسية واقتصادية فى المملكة، بينما تظاهر مئات التونسيين، أمس الأول، أمام مركز للشرطة فى مدينة سيدى بوزيد مهد الانتفاضة الشعبية احتجاجاً على وفاة شابين معتقلين، فيما بدأت الحكومة المؤقتة فى صرف تعويضات لعائلات ضحايا الثورة.
وأطلق ناشطون سعوديون حملة على «فيس بوك» للمطالبة بإجراء إصلاحات جذرية فى المملكة. واتخذت الحملة شعار «الشعب يريد إصلاح النظام». ورفع الناشطون السعوديون ١٢ مطلبا قالوا إن تحقيقها سيلبى «حق الشعب السعودى وتطلعاته المشروعة».
وجاء فى طليعة المطالب الإصلاحية الدعوة إلى قيام ملكية دستورية وسن دستور مكتوب يقره الشعب ويقرر الفصل بين السلطات وإجراء انتخابات تشريعية تحت إشراف قضائى مستقل، وإطلاق الحريات العامة واحترام حقوق الإنسان والتصريح بعمل مؤسسات المجتمع المدنى وإلغاء كافة أشكال التمييز بين المواطنين وإقرار حقوق المرأة، وبمعالجة جادة لمشكلة البطالة واعتماد الشفافية ومحاربة الفساد والتوزيع العادل للثروة.
وفى الأردن، أكد رئيس الوزراء الأردنى المكلف معروف البخيت أن حكومته ستكون قريبة من نبض الشعب الأردنى لتتحسس مشاكله وهمومه وتعالجها وتعمل على تقديم الأفضل. وأوضح أنه وفريقه الوزارى سيكون مقربا من المواطنين ولن يكونوا أصحاب أجندة خاصة، مؤكدا أنه سيعمل على تقديم آلية وطنية لإقرار قانون انتخاب ديمقراطى، وجاءت تصريحات البخيت، ردا على الاحتجاجات التى نظمها الإسلاميون والمعارضة الحزبية مطالبين بإصلاحات سياسية موسعة، رغم اجتماع العاهل الأردنى أمس الأول مع قيادات إسلامية لبحث مطالب الإصلاح السياسى.
وفى سوريا، فشلت دعوة عبر «فيس بوك» لتنظيم مظاهرة «جمعة الغضب» التى أطلقها معارضون سياسيون ونشطاء أمس الأول للمطالبة بإجراء إصلاحات سياسية، والاحتجاج على «الحكم الفردى والفساد والاستبداد» إذ دعا المعارضون إلى تنظيم مسيرة أمام مقر البرلمان فى دمشق وعدة مدن سورية وعواصم عالمية، فاستبقت قوات الأمن الدعوة وعززت من تواجد أفرادها حول البرلمان، كما تلقى بعض مشتركى المحمول رسائل نصية تؤيد الرئيس بشار الأسد ومنها «الشعوب تحرق نفسها لتغيير رئيسها ونحن نحرق العالم ليبقى قائدنا». وقال مصدر سورى مقرب من الأسد إن هذه الاحتجاجات لا جدوى منها فى سوريا نظرا لأن رئيس البلاد «ليس مكروها» مثل نظيره حسنى مبارك، على حد قوله.
وفى الوقت نفسه، أحكم مؤيدو الرئيس اليمنى على عبدالله صالح أمس الأول سيطرتهم على ساحة ميدان التحرير الرئيسية فى صنعاء بعد أن تمكنوا من إخراج المعارضة منها، ونصبوا الخيام ورفعوا فيها الأعلام الوطنية وصور الرئيس اليمنى فى ساحة التحرير التى احتلها أنصار حزب المؤتمر الشعبى العام الحاكم، وكان عشرات الآلاف من أنصار الرئيس اليمنى توافدوا إلى الميدان مما أجبر المعارضة على نقل تظاهرتهم إلى جامعة صنعاء وانتشرت الشرطة السرية وجهاز الاستخبارات فى المبانى المجاورة للميدان.
وجرت التظاهرة رغم التنازلات التى أعلنها الرئيس اليمنى الذى دعا إلى الحوار مع المعارضة وتعهد بعدم ترشيح نفسه للرئاسة مجددا فى ٢٠١٣، أو توريث السلطة لنجله.
وفى تونس، أكد وزير الداخلية التونسى فرحات الراجحى، وفاة شخصين معتقلين في سجن بمدينة سيدى بوزيد، معتبر أن وفاتهما جريمة قد يقف وراءها أنصار النظام السابق، وأضاف أنه تم فتح تحقيق وسيدرس كل الفرضيات، وأدى الحادث إلى إثارة غضب المئات من التونسيين فى سيدى بوزيد أمام مركز الشرطة وأحرقوا ٣سيارات للشرطة.
واتهمت السلطات أنصار النظام السابق بزعزعة الاستقرار عبر أعمال تخريبية، وحرق كنيس يهودى فى قابس، وأصيب ٤ من مثيرى الشغب فى محافظة القيروان بعدما أطلقت عليهم وحدات الجيش الرصاص، وبدأت السلطات التونسية دفع تعويضات لعائلات ضحايا الانتفاضة ضد نظام الرئيس الهارب زين العابدين بن على، وخصصت نحو ١٤ ألف دولار لعائلات القتلى، مقابل ٢٠٠٠ دولار لعائلات الجرحى، بينما أعلن وزير السياحة التونسى مهدى حواس أن الأسبوع المقبل سيشهد رفع حالة الطوارئ وحظر التجول المفروض منذ عهد الرئيس المخلوع.
بدوره، أعلن الاتحاد الأوروبى أنه أضاف إلى قائمة المشمولين بتجميد الأصول من المقربين من النظام التونسى السابق، ٤٦ شخصا، فيما كانت قائمة الاتحاد الأوروبى تقتصر على بن على وزوجته ليلى الطرابلسى. وتشير تقديرات وسائل الإعلام إلى أن حجم ثروة بن على والمقربين منه يقدر بحوالى ٥ مليارات دولار.
الأحد فبراير 06, 2011 7:19 am
