سيدى العزيز.. ما هو شعورك وأنت فى المنفى مكبل اليدين شارد الذهن والدمع على الخدين، محروماً من الحرية والتجوال؟ هل مازلت واثق الخطوة مطمئناً بدوام ملكك إلى يوم الدين؟ هل فهمت شعبك الحين بعد قمع عشرات السنين؟.. تكلم افتح لى صدرك وفضفض لى همك.. هل تنام كما كنت تنام بالأمس القريب على فراش النعيم؟..
هل تأكل باطمئنان دون أن تشك بأن طعامك مسموم بيد إنسان؟ هل مازلت تأمر فتطاع أم أنك تحلم بعودة السلطان للانتقام؟ قل لى بصدق الصادقين لا بصوت المنافقين، هل تذكرت ظلمك لشعبك الحين؟ أتتألم اليوم من وزير يتهجم عليك وغفير يطالب بالقصاص منك، وأنت فى محل المساكين، محروم من الحرية والتجوال؟
هل تذكرت ألا شىء يدوم؟ هل تذكرت كم قتلت وقسيت وفسدت؟ تكلم على أغفر لك ما فعلته فى عشرات السنين، هل أمنت أن من يحارب الله ودينه مصيره مزبلة التاريخ وجحيم الآخرة ولا ينفعه أمريكى ولا فرنسيون؟ هل تذكرت أن شعبك ووطنك أشرف وأطهر ممن كنت تعمل على إرضائهم الذين باعوك بطرفة عين؟ هل أمنت أن العدل هو درع الحكام الصالحين؟ هل تذكرت أنك كنت تعيش فى نعيم وشعبك جائع مسكين؟
هل تذكرت أن الله أذل عرش كسرى وفرعون وعرشك من حيث لا تحتسبون؟ هل تنفعك المليارات والملايين وأنت مشتت بأهلك تخشى أن تحتضنك جدران السجون؟ هل تذكرت أن الحرام لا يدوم؟ سيدى العزيز: لا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، اشرب من كأس ظلمك فهنيئاً لك ولأهلك هذا الذل والعار إلى يوم الدين! .