تفاوتت أسعار السلع والمواد الغذائية وكمياتها من محافظة لأخرى، فى ظل عدم استقرار الأوضاع حتى الآن، وكانت أزمة الخبز هى الأبرز فى مختلف المحافظات، فى حين تدخلت المخابز التابعة للقوات المسلحة للحد من شدة الأزمة.
ففى الإسكندرية، تباينت أسعار السلع الغذائية والخضروات خلال اليومين الماضيين، وواصلت أسعار الأسماك ارتفاعها بنحو ٥٠٪، بينما انخفضت أسعار العديد من الخضروات، خاصة فى أعقاب ضخ كميات منها من جانب التجار، فيما شهدت أزمة طوابير الخبز غرب المدينة «انفراجة» تدريجية عقب الاستعانة بكميات من المخابز التابعة للقوات المسلحة، لتلبية احتياجات الأماكن الأكثر احتياجًا.
وأرجع البعض ارتفاع أسعار الأسماك إلى امتناع عدد كبير من الصيادين عن الصيد خلال الأيام الماضية، ووصل سعر كيلو البلطى إلى ١٢ جنيهًا بدلاً من ٦ جنيهات، وارتفع كيلو السمك البورى إلى ٣٠ جنيهًا، ووصل سعر كيلو البربون إلى ٤٠ جنيهًا، و٦٠ جنيهًا للدنيس.
وقال عادل أحمد، تاجر أسماك بسوق المنشية، إن الإقبال على الأسماك ارتفع خلال اليومين الماضيين بنسبة كبيرة، والكميات الموجودة فى الأسواق لا تكفى احتياجات المستهلكين، مما دفع عددًا كبيرًا من التجار إلى رفع الأسعار، الذين أكدوا أن استمرار حالة عدم الاستقرار السياسى وفرض حظر التجول سيؤدى إلى استمرار ارتفاع الأسعار.
وشهدت أسعار الخضروات والفواكه انخفاضاً ملحوظاً بعد طرح كميات كبيرة منها خوفاً من تلفها، وقال محمد مجاهد، تاجر خضروات بسوق المنشية، إن قيام التجار خلال الأيام القليلة الماضية بتخزين كميات الخضروات الموجودة لديهم خوفاً من سرقتها أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير، مشيرًا إلى أن مخاوف التجار من تلف السلع بسبب طول مدة التخزين وطرحها فى الأسواق ساهم فى تراجع أسعارها بشكل ملحوظ، أمس الأول.
وأضاف: «تراوح سعر كيلو الطماطم بين ١.٥ جنيه إلى ٣ جنيهات، بعد أن كان ٦ جنيهات قبل يومين، ووصل سعر كيلو الخيار إلى جنيهين بدلاً من ٤ جنيهات، وجنيهين للبصل، و٥ جنيهات للكوسة، و٤ جنيهات لكيلو البسلة».
وأشار «مجاهد» إلى أن الحالة الاقتصادية السيئة التى يعانى منها المواطنون خفضت الكميات التى يشترونها، وعادت ظاهرة شراء نصف كيلو من كل سلعة من جديد - حسب تأكيده.
وتوقع حسن نور الدين، رئيس شعبة الخضروات والفاكهة بالغرفة التجارية بالإسكندرية، استقرار أسعار الخضروات والفاكهة خلال الأسبوع المقبل، بسبب بدء التجار فى طرح كافة الكميات الموجودة لديهم بالأسواق. وشهدت أزمة الخبز بالمناطق الواقعة غرب المدينة انفراجة، بعد أن استعانت فروع مديرية التموين بكميات ضخمة من الخبز الذى تنتجه مخابز القوات المسلحة. وقال عبدالعال دروى، رئيس شعبة المخابز بالغرفة التجارية بالإسكندرية، إنه تمت زيادة حصص الدقيق للمخابز التى تشهد زحامًا من قبل المواطنين، فضلاً عن فتح ١٥ من المخابز المغلقة. وقال صالح خليل، مدير إدارة تموين العجمى والدخيلة لـ«المصرى اليوم»، إن مشكلة نقص كميات الخضروات والفواكه بالأسواق بدأت «تتفاقم»، مبرراً إياها باستمرار مشكلات النقل وتخوف الموردين من تعرضهم للنهب خلال الطرق، نظرًا لعدم تأمينها بشكل كاف.
وفى محافظة ٦ أكتوبر، ساد ارتباك واضح فى وسائل المواصلات مع تفاقم أزمة اختفاء البنزين، فاختفت سيارات السيرفيس التى تقل المواطنين من ٦ أكتوبر إلى ميدان رمسيس، خوفًا من المرور بالقرب من ميدانى التحرير وعبدالمنعم رياض، كما اختفت سيارات الميكروباص التى تقل المواطنين إلى ميدان المؤسسة فى شبرا الخيمة، بينما تواجد سيارات المينى باص، باستثناء خطوط قليلة إلى ميدان الجيزة. وفى البدرشين والعياط هدأت حركة المواصلات إلا من بعض السيارات القليلة من وإلى الجيزة، وتكرر نفس الشىء فى كرداسة ومنشأة القناطر، بينما شهدت سيارات الأقاليم من وإلى أكتوبر تناقصًا شديدًا بعد مغادرة العديد من الأسر، وضاعف بعض السائقين أجرة الركوب قبل حلول موعد حظر التجول، بينما أغلقت العديد من محطات الوقود أبوابها، وعلقت لافتات بعدم وجود بنزين أو سولار.
وأوضح حمدى درويش، وكيل موزعين، أن انقطاع الإنترنت لعدة أيام وتوقف البنوك عن العمل تسبب فى توقف ضخ البنزين إلى معظم المحطات والتى تتعامل بالدفع أولاً عن طريق إجراء تحويلات للشركات الأم وإرسال البيان عن طريق الإنترنت قبل أن تتسلم حصتها، مشيرًا إلى أن عودة الإنترنت لم يحل الأزمة لأن البنوك لم تعمل بعد، كما أن أعمال الشغب والسلب والنهب تسببت فى دفع العديد من المحطات إلى التوقف عن العمل خوفًا من السرقات وأعمال التخريب.
وفى السويس، ظهرت أزمة غذائية بعد الأحداث الأخيرة التى شهدتها المحافظة واختفاء العديد من السلع التموينية، فى ظل توقف عملية نقل البضائع إلى المحال، إضافة إلى نهب وسرقة المجمعات الاستهلاكية والمحال التجارية الغذائية الكبرى بحى الأربعين. واستغل الغالبية العظمى من التجار الأزمة فى رفع أسعار المواد التموينية والخضروات وكروت شحن الموبايل، فوصل سعر الطماطم إلى ٨ جنيهات، بينما ارتفعت أسعار الفاكهة والخضروات والسكر والأرز والزيت، كما اختفت كروت الشحن فى العديد من السنترالات، فى حين واصل بعض التجار بيع كارت فئة ١٠ جنيهات مقابل ١٥ جنيهًا. ووصل سعر رغيف الخبز الآلى فى بعض المناطق بالسويس إلى ٧٥ قرشًا، فى الوقت الذى يعانى فيه أصحاب المخابز من نقص شديد فى الدقيق، فى ظل تزاحم المواطنين أمام مخابزهم، وأدى نقص البنزين والسولار إلى تزاحم السيارات أمام عدد من محطات الوقود التى أغلقت طوال أيام المظاهرات العنيفة.
فيما ذكر مسؤولو الشؤون المعنوية بالجيش الثالث أن القوات المسلحة تواجه الأزمة بطرح ٢٥ ألف رغيف بسعر ٥ قروش للرغيف، و٢ طن طماطم بسعر جنيهين للكيلو، وطرح خضروات للبيع عبر منافذ بيع تابعة للجيش بمناطق النمسا والتوفيقية والغريب والمثلث وفيصل، فضلاً عن قيام جهاز الخدمة الوطنية بطرح كل الاحتياجات المعيشية من أرز ومكرونة وزيت وسكر بأسعار زهيدة للمواطنين.
وفى الإسماعيلية، انتظمت أسواق الخضر والفاكهة وتراجعت أسعار السلع، فوصل سعر الطماطم ١.٥ جنيه بعد أن بلغ ٧ جنيهات، الأمر الذى أرجعه البعض إلى مرور لجان من التموين على الأسواق وتسجيل اسماء المخالفين.
وفى بورسعيد، استمر وجود الطوابير الطويلة للسيارات والأفراد على محطات الوقود، التى ينظم العمل فيها أفراد من الشرطة العسكرية يفتشون كل سيارة قبل الدخول للتموين، فيما استمرت الطوابير أمام سيارات توزيع أنابيب البوتاجاز وسط إشراف قوات الجيش التى فرضت البيع بالسعر الرسمى. واستمرت أزمة السجائر وارتفاع أسعار كروت التليفون المحمول بنحو ٣٠٪، فيما توفرت جميع السلع الغذائية والخضروات والخبز وتراجعت أسعارها فى ظل العودة النسبية للهدوء فى شوارع المدينة، وبدأ ميناء بورسيعد فى العمل جزئيًا فى تفريغ سفن محملة بالقمح، تم الإفراج عن شحناتها فورًا، وتوجهت لمخازن هيئة السلع التموينية دون تسديد أى رسوم.
وفى دمياط، استمرت زيادة أسعار المواد الغذائية، خاصة الأسماك الطازجة والمجمدة والدواجن والزيوت والسمن والعدس والأرز والبيض، فارتفعت أسعار أسماك البلطى من ١٠ جنيهات إلى ١٥ جنيهًا، وبلغ البورى ٣٠ جنيهًا، والماكريل والهورس ماكريس ١٢ جنيهًا، وارتفع سعر زجاجة زيت عباد الشمس (١ لتر) إلى ١٢ جنيهًا، ووصل سعر كيلو العدس إلى ١٣ جنيهًا، وطبق البيض ١٨ جنيهًا، والأرز ٤ جنيهات، وكيلو الدواجن الحية ١٤ جنيهًا.
وشهدت محطات البنزين زحامًا شديدًا بعد وصول البنزين إليها، وامتدت طوابير الخبز إلى مسافات طويلة مع عدم السماح بشراء خبز بأكثر من جنيه واحد للشخص الواحد، كما اختفت السجائر المحلية والأجنبية من الأسواق، وارتفع سعر كارت شحن الموبايل فئة ١٠ جنيهات إلى ١٧ جنيهًا، وفئة ٢٥ إلى ٣٠، وفئة ١٠٠ إلى ١٣٠ جنيهًا. فى حين كثفت منافذ البيع بالمحافظة والمجمعات الاستهلاكية كميات المعروض من السلع الغذائية، حيث يباع السكر الحر المعبأ بسعر ٥ جنيهات للكيلو، والمكرونة عبوة ٣٥٠ جرامًا بسعر ١.٥ جنيه، والزيوت تبدأ من ٨ جنيهات للزجاجة الخليط، واللحوم المجمدة تبدأ بأسعار ٢٧ جنيهًا للكيلو، والأسماك المجمدة تبدأ من ١٠ جنيهات للكيلو. فى البحيرة، ظهر نقص حاد فى السلع الأساسية، بسبب توقف الشركات عن الإنتاج وتوقف حركة النقل، وارتفع سعر طن الدقيق إلى ٣٣٠٠ جنيه، والسكر إلى ٥ آلاف جنيه للطن، والزيت إلى ٨ آلاف جنيه للطن، بينما واصل الأسمنت ارتفاعه إلى ١٣٠٠ جنيه للطن.
وبلغ سعر كارت شحن الموبايل فئة ١٠ جنيهات إلى ٣٠ جنيهًا فى بعض المناطق، فيما ارتفعت أسعار البنزين فى بعض المناطق لتصل إلى ٣ جنيهات للتر، والسولار إلى جنيهين للتر.
فى كفر الشيخ، ارتفعت أسعار مواد البناء بعد أن استغل بعض المواطنين حالة الانفلات والفوضى، للبناء دون استخراج تراخيص البناء، وقال البعض إن ذلك جاء تهربًا من سداد التبرعات الإجبارية التى يفرضها المحافظ على المواطنين الراغبين فى استخراج تراخيص البناء بواقع ١٠٠ جنيه عن كل متر من مساحة الأرض المطلوب البناء عليها، بخلاف الرسوم المقررة قانونًا، ووصل سعر طن حديد التسليح إلى ١٠ آلاف جنيه فى بعض المناطق، وتجاوز طن الأسمنت ألفى جنيه بدلاً من ٥٠٠ جنيه. ورفع السائقون تعريفة السيارات بعد الارتفاع فى أسعار البنزين والسولار وندرة وجوده. وفى الدقهلية، تواصلت أزمة الغذاء، وارتفع سعر الطماطم إلى ٦ جنيهات للكيلو، وارتفع سعر كيلو الفراخ إلى ١٨ جنيهًا، وكيلو البلطى إلى ١٠ و١٥ جنيهًا، وكيلو اللحم من ٥٨ إلى ٧٠ جنيهًا. وارتفعت أسعار السجائر بنسبة تتراوح بين ٣٠٪ إلى ٥٠٪، فارتفع سعر المارلبورو من ١٠ جنيهات إلى ١٥ جنيهًا، والروزمان من ٧ إلى ٩ جنيهات، والكيلوباترا من ٤ جنيهات إلى ٥.٥ جنيه.