■ كيف ترى شباب مصر والحركات السياسية بعد يوم ٢٥ يناير؟
ـ هناك صحوة وانتفاضة منذ أحداث تونس وتغيير نظام القمع والاستبداد بعد رحيل الرئيس التونسى بن على وساعدت حركة المحتجين فى تونس على تفاعل عدد كبير من الشباب المصرى، وبدأت عمليات الانتحار والحرق أمام مجلس الشعب واتهمتم الحكومة بالاختلال العقلى ثم توالت صيحات الغضب التى أخرجت ثورة ٢٥ يناير من رحم شباب لم يشارك من قبل فى أى أمور متعلقة بالسياسة، ويعد ذلك أهم المكاسب لأن صحوة الشباب لن تنام حتى مع تحقيق الحلم المتعلق بتغيير النظام.
■ هل حققتم ما تطالبون به من إصلاح سياسى؟
ـ الخطوات التى اتخذها النظام استجابة لمطالبنا طيبة وإيجابية، لكنها نتاج مطالب قديمة داخلياً وخارجياً، ولدى البعض شعور بأن ما تحقق من تعيين نائب لرئيس الجمهورية وإغلاق ملف التوريث وتغيير الحكومة وعدم ترشيح الرئيس لفترة رئاسية جديدة نتاج طبيعى لحالة الحراك التى بدأت عام ٢٠٠٤ مع انطلاق حركة كفاية، ولكن المطلب الأساسى الذى ينادى به شباب ٢٥ يناير هو رحيل نظام الرئيس مبارك وانخفاض سقف الحزب الوطنى، وتحقيق إصلاحات شاملة على جميع الأصعدة.
■ لماذا لا تطالبون المجتمع الدولى بالعمل على تنفيذ مطالبكم؟
ـ نحن مثل كل المصريين نرفض التدخل الأجنبى فى شؤون مصر باستثناء الاتحاد الأوروبى ومجلس الأمن لأننا نؤمن بأن الإصلاح والتغيير يكون من الداخل فضلاً عن أن التغيير بأيادى خارجية سيراعى مصالح الدول الغربية ومن ثم لن نتقدم ولن نشعر بطعم كلمات مثل الحرية والديمقراطية والتغيير.
■ البعض اتهمكم بتلقى أموال ومساعدات من الخارج.. ما قولك؟
ـ نعم نتلقى مساعدات من الخارج ولكن الخارج الذى نعنيه هو من أهل الخير من هم خارج الميدان، الذين يساعدوننا بإمدادات من الأدوية ومياه الشرب والمواد الغذائية وغيرها من الأشياء التى يحتاجها المتظاهرون الذين لم يتركوا ميدان التحرير منذ ١٠ أيام.
■ ماذا عن مخاوف البعض من سيطرة جماعة الإخوان على الحركة الاحتجاجية فى مصر بشكل عام وميدان التحرير بشكل خاص؟
ـ نعم هناك عدد كبير من جماعة الإخوان ودورهم تنظيم الحركة فى الميدان وإمداد المحتجين بأدوات المعيشة ومساعدتهم معنوياً على تحمل البلاء، لكن لا يغفل أحد أن هناك عدداً كبيراً من الحركات السياسية والشباب الذين نظموا مظاهرة ٢٥ يناير والذين لم يشاركوا فى أى أحداث سياسية من قبل، تبقى مجموعة من المفاهيم تتضح لجماعة الإخوان والداخل والخارج أن مصر مقبلة على تطبيق الدولة المدنية، ولا رجعة إلى الوراء، ولن نقبل بأن يحكمنا التيار الإسلامى.
■ فى رأيك.. متى ستعود الحياة إلى ميدان التحرير؟
ـ عندما يرحل النظام أو نشعر أن الحاكم الفعلى لمصر هو نائب الرئيس عمر سليمان لحين انتهاء فترة الرئيس وخلال تلك الفترة يتم تغيير الدستور أو على الأقل تعديل المواد ٧٦ و٧٧ و٨٨ الخاصة بالانتخابات التشريعية والرئاسية، وأؤكد أننا لن نقبل التفاوض إلا بعد رحيل الرئيس مبارك خاصة أن المقدمات التى ظهرت عليها حركة النظام بعد يوم ٢٥ غير واضحة المعالم، فالرئيس تحدث عن الإصلاح وشاهدنا بلطجية يحسبون على الحزب الوطنى يهاجموننا بالطوب والخيول والجمال، وتلك الأعمال تؤكد أنه لا نية عندهم للإصلاح.
■ وما تصورك للسيناريو القادم؟
ـ اختيار رئيس لمصر بعد حكومة ائتلافية تدير أمور الحكم لمدة سنة يتم خلالها تعديل المواد المتعلقة بالانتخابات التشريعية أو الرئاسية وبعدها تتم الدعوة للانتخابات ومن ثم يختار الشعب رئيسه وممثليه دون تدخل أو تزوير أو تزييف إرادتهم.
السبت فبراير 05, 2011 7:44 am
