بين بكاء وفرحة شارك نحو ١٠ آلاف من النساء والرجال والشباب والفتيات فى مظاهرة لتأييد الرئيس مبارك فى ميدان مصطفى محمود، عقب صلاة الجمعة أمس، مطالبين باستمرار مبارك فى منصبه رئيساً للجمهورية، حتى انتهاء مدة ولايته، ليقود ثورة الإصلاح والتغيير المطلوبة، فيما شهدت المظاهرة توافد آلاف من مؤيدى الرئيس من جميع محافظات مصر، رافضين التوجه إلى ميدان التحرير، وقال أحدهم: لن نذهب إلى المخربين، وسنبقى هنا مؤيدين للرئيس وسنستمر لعدة أيام فى الميدان حتى يرحل المخربون الموجودون بالتحرير، وعلى رأسهم الدكتور محمد البرادعى، والذى نال النصيب الأكبر من الهجوم واصفينه بأنه بائع الوطن ومحقق الفوضى، وأيمن نور مؤسس حزب الغد، حيث أطلقوا عليه لقب مساعد المخرب «البرادعى».
ورفع المتظاهرون أعلام مصر وصور للرئيس مبارك بالزى العسكري، وأخرى مع حفيده محمد علاء مبارك، مكتوبا أسفلها أمة واحدة ومستقبل واحد، ورفعوا لافتات بإنجازاته بداية من «الضربة الجوية» و«قائد السلام.. لم يبع الوطن ولم يهرب» و«كلنا معك حتى النهاية». وهتف المتظاهرون للرئيس «لو سابنا مبارك هنضيع» و«الجزيرة فين الشعب المصرى أهه»، و«مصر.. مصر.. مصر»، معلقين دمية مشنوقة على إحدى إشارات المرور بميدان مصطفى محمود مكتوب عليها «البرادعى»، ولف المتظاهرون الميدان بالطبل والهتاف على أنغام الموسيقى والأغانى الوطنية.
وقال إسلام محمد، أحد الشباب الموجودين بالمظاهرة، وهو عامل فنى من محافظة أسوان، قرر التظاهر مؤيداً للرئيس بعدما شهده من أعمال سلب ونهب وفوضى فى الشارع مصرى، مضيفاً: الرئيس رجل كويس وحمى مصر من حروب كثيرة على مدار الـ٣٠ عاماً الماضية، مطالباً المتظاهرين فى ميدان التحرير بالتوقف عن الاحتجاجات، قائلا: دعونا نرى ماذا سيحقق الرئيس من إصلاحات فى الفترة المتبقية له، وقال أحمد علي، مهندس زراعى: إن التظاهر من أجل الرئيس أصبح واجباً وطنياً على كل مصرى بعد الخطاب الأخير، الذى أكد خلاله أنه سيقدم على مجموعة من الإصلاحات السياسية والدستورية، وهى أشياء كنا نتمنى تحقيقها، مؤكداً على أن التظاهرات الشعبية التى خرجت فى ٢٥ يناير، كانت وطنية إلا أنها تحولت إلى تخريبية بفعل المحرضين، خاصة جماعة الإخوان المسلمين، وقال محمد فاروق، مهندس معمارى: أؤيد الرئيس مبارك، ولا توجد مشكلة فى استمراره حتى نهاية فترة ولايته.
من جهة أخرى، قامت حملة «مبارك أمان لمصر»، بتعليق آلاف من ملصقات الحملة، أمس، فى ميادين مدينة نصر، ومصر الجديدة مكتوب عليها «بنحبك يا ريس.. أوعى تمشى يا ريس.. متسبناش.. مترحلشى عشان شوية ناس.. مبتفهمشى».
وقامت الحملة بتخصيص ٥٠ أتوبيس يحمل المتظاهرين المؤيدين للرئيس مبارك من منازلهم إلى ميدان مصطفى محمود ومدينة نصر ومصر الجديدة وقصر القبة ورمسيس، وفى محافظات الإسكندرية والإسماعيلية والمنيا وأسيوط.
وقال أحمد بلال، منسق الحملة: إن الحملة ستقوم اليوم وغداً بمواصلة تعليق البوسترات لتكثيف نشاطها، لكى تبين للعالم الخارجى والداخلى أن الرئيس مبارك محبوب من كل المصريين.
وأضاف بلال: أن الحملة قامت بإنشاء موقع إلكترونى على الإنترنت اسمه «أوعى ترحل يا ريس»، تبرز من خلاله إنجازات الرئيس مبارك.
وأوضح أن من خلال الموقع سيتم تخصيص عملية التصويت من قبل الأعضاء من المشاركين فى الحملة، لكى يدلوا بأصواتهم سواء بالموافقة أو رفض استمرار الرئيس مبارك فى الحكم لفترة رئاسية جديدة.
وأشار إلى أن أصوات الأعضاء الذين شاركوا فى الموقع بلغت ١٠٠ ألف صوت مؤيدين للرئيس مبارك - حتى مثول الجريدة للطبع - ويوجد ٥٠ ألفا لم يتخذوا قراراً حتى الآن.
واتهم الدول الخارجية بأنها تحاول زعزعة الاستقرار فى مصر، خاصة بعد محاولاتهم العديدة للضغط على الرئيس مبارك لترك الحكم فى التوقيت الصعب، الذى تمر به الدولة، قائلاً: «الرئيس مبارك لو مشى دلوقتى وسبنا.. هنلاقى نفسينا ضايعين.. ومهددين بالخراب».