تواصلت الاحتجاجات العربية أمس، حيث دعا شباب مغاربة على موقع «فيس بوك» إلى تظاهرة سلمية من أجل إصلاح سياسى واسع فيما وصف إسلاميو الأردن لقاءهم بالملك عبدالله الثانى بأنه صريح، وأفرجت السلطات الليبية عن ١٢ مسجونا سياسيا، واعترف الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة بارتكاب تجاوزات خلال التصدى لـ«أحداث شغب» حدثت الشهر الماضى، بينما أشاد الرئيس الأمريكى باراك أوباما بالإصلاحات التى أجراها على عبدالله صالح فى اليمن.
ووجهت مجموعة من الشبان المغربيين عبر شبكة «فيس بوك» للتواصل الاجتماعى دعوة إلى «التظاهر سلميا» فى ٢٠ فبراير الجارى من أجل «إصلاح سياسى واسع» فى بلادهم. وقالت اللجنة التنفيذية لهذه المجموعة التى نشأت عبر «فيس بوك» وتقول إنها تعد قرابة ٣٤٠٠ مناصر: «إننا ندعو كل المغربيين إلى التظاهر فى العشرين من فبراير من أجل كرامة الشعب ومن أجل إصلاحات ديمقراطية». وتشمل الدعوة أيضا إصلاحا للدستور واستقالة الحكومة الحالية وحل البرلمان.
وفى الإطار ذاته، أعلنت مجموعة من حملة الشهادات العاطلين عن العمل فى الرباط أنها تمهل الحكومة حتى العاشر من فبراير للوفاء بوعدها وتوقيع عقود عمل مع ١٨٨٨ من أنصارها.
ويتظاهر باستمرار شبان من حملة الشهادات العاطلين عن العمل منذ سنوات أمام البرلمان فى الرباط مطالبين بالدخول إلى الوظيفة العامة، وقد علقوا حركتهم منذ أسبوعين بعدما تلقوا ضمانات من الحكومة.
ومن جانبها، أعلنت السلطات المغربية أنها لا تشعر بالقلق بشأن المظاهرات السلمية المزمع تنفيذها فى ٢٠ فبراير، وقال خالد الناصرى المتحدث باسم الحكومة إن الحكومة تشعر «بكثير من الاطمئنان» تجاه الدعوات على الإنترنت من أجل تنظيم احتجاجات. ونقلت وكالة المغرب العربى الرسمية للأنباء عن الناصرى قوله: «نحن متعودون على ذلك انطلاقا من أن المغرب فتح فضاء ممارسة الحريات منذ سنوات عديدة».
وتعليقا على ما وصفه بـ«دعوات تصدر من هنا وهناك على الإنترنت»، قال وزير الاتصال والمتحدث باسم الحكومة خالد الناصرى الخميس «نتلقى ذلك بكل هدوء». وأضاف الوزير «أن المغرب بدأ منذ وقت طويل عملية لا رجوع عنها فى مجال الديمقراطية وفتح فضاء الحريات». وأضاف: «يمكن للمواطنين التعبير عن آرائهم بحرية طالما يجرى ذلك فى ظل احترام المصالح الحيوية للبلاد».
وقالت وكالة ستاندارد آند بورز ووكالة فيتش للتصنيف الائتمانى إن المغرب الذى يبلغ تعداد سكانه ٣٢ مليون نسمة هو أقل الدول فى المنطقة من حيث التأثر بموجة الاحتجاجات الشعبية.
وفيما يتعلق بالوضع فى اليمن، أشاد الرئيس الأمريكى باراك أوباما بالإصلاحات التى أعلن عنها الرئيس اليمنى على عبدالله صالح ودعا إلى التعامل بهدوء مع المتظاهرين المعارضين للنظام فى صنعاء، خلال محادثة هاتفية مع الرئيس اليمنى أعلن عنها البيت الأبيض أمس الأول. وقالت الرئاسة الأمريكية فى بيان إن أوباما اتصل بالرئيس اليمنى «للإشادة بالإصلاحات المهمة التى أعلنها الرئيس صالح فى اليوم نفسه، ويطلب منه الإيفاء بوعوده وهو يتخذ الإجراءات الملموسة». وطالب أوباما بأن تلتزم قوات الأمن اليمنية ضبط النفس وأن تمتنع عن استخدام العنف ضد المتظاهرين الذين يمارسون حقهم فى التجمع وحرية التعبير».
وتعهد صالح بعدم الترشح لفترة رئاسية جديدة، لينهى حكمه الذى استمر ٣٢ عاما عند انتهاء ولايته فى عام ٢٠١٣. جاء ذلك فيما أعلنت الحركة الإسلامية فى الأردن أن اجتماع قيادييها مع الملك عبد الله الثانى كان «صريحا»، مشيرة إلى أنه تناول خصوصا الإصلاح السياسى وإجراء «تعديلات دستورية». وقالت جماعة الإخوان المسلمين فى الأردن فى بيان على الموقع الإلكترونى بعد الاجتماع، إن «اللقاء كان صريحا وواضحا». وأضاف أن اللقاء بين الملك وقيادات فى الجماعة وحزب جبهة العمل الإسلامى تناول «مختلف القضايا الوطنية وأهمها الإصلاح السياسى وإجراء ما يلزم من تعديلات دستورية وقانونية تحقق شراكة سياسية مع التيارات والقوى السياسية والاجتماعية الفاعلة فى المجتمع».
وفى ليبيا، أفرجت السلطات الليبية أمس الأول عن ١٢ سجينا سياسيا بعد وساطة قامت بها جماعة لحقوق الإنسان كان لها صلات بسيف الإسلام ابن الزعيم الليبى معمر القذافى.
وفى الجزائر، أعلن الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة أمام مجلس الوزراء، أمس الأول، أن «تجاوزات مؤسفة» حصلت خلال أعمال الشغب التى جرت أوائل يناير الماضى، وذلك فى أول رد فعل رسمى على تلك الحوادث التى أسفرت عن ٥ قتلى وأكثر من ٨٠٠ جريح.
السبت فبراير 05, 2011 7:31 am
