قدم الدكتور أحمد شفيق، رئيس مجلس الوزراء، اعتذاره عن «الأحداث الدامية»، التى شهدها ميدان التحرير، أمس الأول، وتعهد بمحاسبة اللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية السابق «لو ثبتت مسؤوليته عن الانفلات الأمنى».
وقال «شفيق» فى أول مؤتمر صحفى له، أمس: «أعتذر عن أحداث الأمس (الأربعاء) الدامية، اعتذار الرجل الذى يقدر حجم المسؤولية عن هذا الموضوع، منوهاً بأنه غير قادر حتى هذه اللحظة عن فهم هذه الأحداث، ولا عن الوسيلة التى وصل بها بعض الجماعات، التى استقلت خيولاً وجمالاً، واشتبكت مع المتظاهرين بالميدان، وهل كانت مرتبة أم لا، مشيراً إلى أنه لم يتم التحقيق فى هذه الأحداث حتى هذه اللحظة.
ووصف الاشتباكات بـ«الكارثة والمهزلة»، وبأنها أشبه بالمعركة الحربية، مشيراً إلى أن وزير الصحة تواجد فى الميدان بصحبة عدد كبير من سيارات الإسعاف لعلاج المصابين، «إلا أن المصابين من المحتجين رفضوا ركوب سيارات الإسعاف»، معتبراً أن هذا الأمر «نوع من الثقة المفقودة بين الشباب والحكومة».
وتعهد رئيس الوزراء بمحاسبة مرتكبى هذه الأحداث، واعداً بعدم تكرارها مرة أخرى، وأنه سيتم الإعلان عن هذه المحاكمات، وستتم محاسبة كل من تسبب فى إحداث القصور الأمنى، الذى حدث منذ السبت الماضى «حتى لو كان حبيب العادلى، وزير الداخلية السابق، الذى لو ثبتت مسؤولية عن هذه الأحداث سواء جزئياً أو كلياً ستتم محاسبته، والإعلان عن هذه الإجراءات». وشهد مجلس الوزراء أيضاً أول حوار مع المعارضة بحضور عمر سليمان، نائب الرئيس، ومن المعارضة رؤساء ١٥ حزباً منهم: «ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل، ووحيد الأقصرى، رئيس حزب مصر العربى الاشتراكى، وممدوح قناوى، رئيس الحزب الدستورى الحر، وأحمد فضالى، رئيس حزب السلام، ومحمد عبدالعال، رئيس حزب العدالة، ومحمد عفت السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية «تحت التأسيس»، وحسن ترك، رئيس حزب الاتحاد، وأسامة شلتوت، رئيس حزب التكافل، ورجب هلال حميدة، نائب رئيس حزب الغد، وأحمد جبيلى، حزب الشعب، كما شمل الحوار المفكر الإسلامى الدكتور أحمد كمال أبوالمجد». وفى سؤال له حول ما إذا كان سيتم الحوار مع جماعة الإخوان المسلمين، أكد رئيس الوزراء أنه لم يتم استثناء أحد من الحوار، وأنه حاور بالأمس من خلال التليفون بعض الشباب المحتجين فى ميدان التحرير.
وقال «شفيق»: إنه مستعد أن يذهب بنفسه إلى ميدان التحرير، من أجل التحاور مع المتظاهرين، وتضييق مساحات الخلاف والتقارب معهم، وأكد أنه لا يعارض المظاهرات طالما أنها فى إطار سلمى، وأشار إلى أهمية إقناعهم بما حدث من تطورات، وقال «ما لا يؤخذ كله لا يترك كله». وفى رده على سؤال لـ«المصرى اليوم» حول كيفية استعادة ثقة الشباب، الذى أصبح يرفض كل وعود الحكومة بالإصلاح، قال شفيق: إنه يتعهد ويعد وعداً قاطعاً بإعادة كل الحسابات فى هذه الأمور، وسيتم الإعلان عن كل الخطوات وما سيتم تنفيذه وما لا يتم تنفيذه.