أيام من الخوف والرعب والترويع عاشتها محافظة القليوبية ومدنها وقراها منذ انسحاب الشرطة من شوارعها واكتفائها بحماية مديرية الأمن واستراحة مدير الأمن وفرق الأمن المركزى وموقف بنها العمومى.
ومع الانسحاب غير المنظم لقوات الشرطة سادت حالة من الفوضى وسيطر البلطجية على الشوارع حيث خرج العشرات منهم فى مظاهرة رافضة لبقاء الرئيس يوم السبت الماضى وقاموا بتكسير كشك المرور فى منطقة الإشارة بمدينة بنها ونهب وسلب استراحة محافظ القليوبية المستشار عدلى حسين، وترويع الآمنين.
ولم يشهد الوضع استقرارا فى الريف الذى يمثل مجموعة من العائلات والعصبيات، حيث أصابت أهل القرى والريف حالة من الذعر والرعب، ففى مركز كفر شكر، أشعل البلطجية النار فى المحكمة وحاولوا إضرام النار فى المركز، لكن ضباط المركز أطلقوا النار والذخيرة الحية عليهم لإبعادهم.
وانشغلت إذاعات المساجد الداخلية بعد صلاة العشاء يومياً وبخاصة فى عدد من القرى التابعة لمركز كفر شكر مثل كفر منصور وسيدى عامر وكفر رضوان وكفر على وأسنيت، بالإعلان عن قرب قدوم بلطجية يهاجمون القرى، مطالبين السكان بعدم النوم لحراسة بيوتهم من اللصوص.
وعلى الفور تشكلت فى هذه القرى لجان شعبية على الطرق السريعة والمداخل لتفتيش المارة والغرباء قبل الدخول والخروج، واستقبلت القرى التابعة للمركز عدداً من السجناء الفارين، الذين أقامت لهم عائلاتهم الأفراح بعد خروجهم إما هاربين أو مجبرين على الهرب حسب وصفهم.
وفى بنها عاصمة القليوبية، شكل الأهالى لجاناً شعبية للتفتيش لا فرق بين ضابط أو غفير فالكل سواء فى وقت المحنة، وفى منطقة كفر الجزار خاصة عمارات الأوقاف التى تضم وحدات سكنية لنحو ٣٢٠ أسرة، بالإضافة إلى احتوائها على نيابة المرور ونيابة الأحداث واستراحة وكلاء النيابة والمحامى العام لنيابات بنها، وأضرم مجهولون النار فى شباك لنيابة المرور واستطاع السكان والشباب إطفاءها قبل الوصول لملفات المخالفات المرورية، حيث قاموا باقتحام النيابة بعد منتصف الليل يوم الاثنين الماضى بعد تصاعد الدخان من الشباك واستعانوا بالمياه لإطفائها.
واستطاع أهالى كفر الجزار حماية السكان وتشكيل لجان تفتيش كل ٥٠ متراً استطاعت القبض على هاربين من السجون وبلطجية يحملون أسلحة حاولوا ترويع الآمنين بإطلاق الأعيرة النارية فى الهواء وعلى المساكن.
ومع نزول الجيش وأفراده إلى الشوارع سادت حالة من الاستقرار، حيث تعاونت اللجان الشعبية مع أفراد الجيش المتواجدين فى نقاط التفتيش.
وبدأت حالة الاستنفار الأمنى فى مديرية الأمن بالقليوبية بداية من الثلاثاء الماضى، ولكن أفراد الأمن اكتفوا بنشر قوات المرور دون توفير حماية للمواطنين إلا عن طريق دورية من النجدة عبارة عن ضابط يحمل رشاشاً آلياً، وعرف نفسه للمواطنين فى نقاط التفتيش بأنه مدير شرطة النجدة داخل سيارة شرطة وبجانبه سائق، بالإضافة إلى سيارة مدرعة تجوب شوارع بنها لتسلم الخارجين على القانون عند الإبلاغ.