كلماته المؤثرة فى البيان الذى ألقاه، معلناً فيه استجابته لكل المطالب التى نادى بها الشباب، عدا مطلبهم برحيله عن مصر، كانت سبباً فى دموع الكثير من المواطنين البسطاء الذين استقبلوا بيان الرئيس مبارك بمشاعرهم قبل عقولهم، ودفعهم إلى التعاطف معه، وهو ما أكده عبدالسلام عبدالعليم «٦٨ سنة» صاحب محل، حيث قال: «ما حدث شىء يحزن جداً لأن مبارك كويس، لكن الحكومة هى سبب الخراب، وصعبان علىّ ما حدث مع مبارك ولا أؤيد خروج الرئيس مبارك من البلد ومن يخرج هم الوزراء والمسؤولون من حوله لأنهم هم السبب فى كل الخراب الذى حل على مصر».
مصطفى أنور، مدير المبيعات، أكد أن خروج مبارك أو بقاءه يجب أن يتم باختياره، وأكد محمد منير عبدالله، موظف فى قطاع التمويل، أن مبارك أعطى البلد دى كتير، ومن ضلل مبارك هى الحكومة، وهم حسبوها حسابات أرقام لأنفسهم وليس للشعب، فقد أعطاهم السلطة لكنهم خدعوه، وتلقيت خطاب مبارك بالدموع والبكاء أنا وأسرتى ومن فرح فى مبارك هم الفاسدون، رغم أنه تحمل كثيراً.
وقال على حسين «٥٥ سنة»: «إن الغرب قتل عبدالناصر بالسم وقتلوا السادات، وهيموّتوا مبارك لأنهم لا يريدون خيراً للشعب المصرى».
وأضاف محمد عبدالفتاح «٧١ سنة»، موظف بالمعاش: فرحت جداً بتلبية مبارك لكل مطالب الشعب، وسعيد جداً بالخطاب الذى وصلنا إليه فى عدم الترشيح لأن فى عهده انتشر الفساد والبطالة، وكنت أتمنى أن يعلن مبارك عن استقالته من الحزب الوطنى، وأن يلغى قانون الطوارى قبل أن يرحل.
واستقبل مجدى فؤاد، موظف، الخطاب بحزن شديد، لأن مبارك - حسب قوله - قدم أشياء كويسة جداً وأهم شىء كان فى خطابه ودليل على وطنيته هو انتقال السلطة الآمن.
وأكد حمدى صديق، ضرورة الوفاء لرئيس الجمهورية الذى خدم الشعب أكثر من ٣٠ عاماً، وقال: لا يمكن أن نقارن ثورة ٥٢ بهذه الثورة، لأن مبارك واحد مننا وليس من الدولة العثمانية، مبارك هو كيان مصر وهو الذى جعل لها مكانة عالية بين الشعوب التى تعمل ألف حساب لمصر قبل أن تأخذ أى خطوة تخطوها داخل الوطن العربى.
أما سلمى الصوفى «٥٠ عاماً»، فقالت: بالرغم من أننى لدى ٦ أبناء كلهم بطالة لا يجدون فرصة عمل لكننى بكيت عندما سمعت بيان الرئيس، حرام اللى بيحصل فى الريس، لأننى واثقة تمام الثقة أن الحاشية اللى حواليه هى السبب فى تهييج الشعب وعدم استقراره. واتفق معها مصطفى زين «٥٧ عاماً»، الذى وقف فى آخر طابور يتكون من ٥٠ فرداً فى انتظار تسلّم معاشه الشهرى، وقال: إن ما يحدث فى مصر هو مخطط خارجى يريد الإطاحة بالنظام فى مصر، وتعيين حليف، يوطد علاقة الأمريكان فى مصر مثل البرادعى، وقال: حضرت مع الرئيس حسنى مبارك حرب ٧٣، وكنا كلنا واقفين أمام الأعداء وقفة رجل واحد، ولولا مبارك لكانت مصر محتلة حتى الآن. ووقفت بائعة فى محل «٥٥ عاماً»، رفضت أن تذكر اسمها، تتشاجر مع كل زبون يحاول أن يتكلم عن الرئيس مبارك بسوء، وقالت: فى عهده شفت كل خير ولو فتحوا قلبى هيلاقوا الرئيس جواه، والله كل ما بشوف الرئيس بيتشتم أو يتهان بابكى من كل قلبى، فمبارك أب لكل الشباب الذين يشتمونه.
هذا التعاطف ظهر فى أوضح حالاته داخل عربات السيدات فى مترو الأنفاق، حيث أيدت النساء الرئيس بعد خطابه أمس، وتطور الموقف فى بعض المحطات إلى مشادات كلامية بين الفئتين مع وضد مبارك، وبادرت أكثرهن بالحديث عن إنجازات الرجل، وقالت إيمان لطفى «٢٥ عاماً»: جميعنا تأثر بخطاب الرئيس، لكن ليس معنى ذلك أن يستمر فى حكمه وذله للشعب الذى استمر أكثر من ٣٠ عاماً، ذاق خلالها الفقر والجوع فى حين ينعم آخرون مقربون من السلطة ورجال أعمال فاسدون نهبوا البلد. أما منى يوسف فقالت: أنا مش مع الرئيس ولا ضده، أنا مع اللى يرفع من شأن البلد، لكننى فعلاً بكيت عندما سمعت خطاب الرئيس وشعرت بأنه فى موقف انكسار لا يليق برئيس جمهورية ليس حرامى أو نهب البلد، وكل مشكلته أنه أساء اختيار حكوماته التى فشلت فى حل مشاكل الشعب.
وأكدت عاملة نظافة، رفضت ذكر اسمها، أنها مع بقاء الرئيس لفترة رئاسية جديدة، فهى لا تعرف غيره ولا تعرف سياسة الرئيس الذى سيأتى بعد، وقالت: مقدرتش أنزل من بيتى غير لما الرئيس أذاع البيان، وحسيت إن الشباب خلاص حققوا اللى كانوا عايزينه، ولابد أن يفضوا المظاهرات لأن الرئيس حقق لهم مطالبهم.