رأى جمال هلال المستشار السابق للرؤساء الأمريكيين لشؤون الشرق الأوسط أن تعهد الرئيس حسنى مبارك بعدم الترشح لولاية رئاسية مقبلة «يعد كافياً فى هذه اللحظة من الناحية السياسية».
ولفت هلال، الذى فضل أن يتحدث لـ«المصرى اليوم» كمواطن مصرى فى المقام الأول، إلى أن «المشاعر الجامحة وحدها لا تسير أمور دولة ولا تبنى دولة جديدة»، داعياً إلى «بدء الحوار فوراً حتى تقوم الحكومة بتسيير الأعمال وإنقاذ الاقتصاد المصرى من الانهيار التام، فى الوقت الذى تقوم فيه المعارضة والشباب والمؤسسات المصرية بصياغة المستقبل الجديد لمصر مع تحقيق إصلاحات سياسية شاملة».
وأكد هلال أن مطالب الشباب المصرى «مشروعة سواء كانت إصلاحات دستورية أو القضاء على الفساد أو تحسين الأوضاع الاقتصادية». ودعا هلال إلى تأسيس حزب فعال لشباب مصر، معتبراً أنه آن الأوان لذلك فى ظل النسبة الكبيرة لمن هم أقل من ٣٠ عاماً والتى قد تصل إلى ٦٠% من تعداد مصر.
وحول رفض المعارضة المصرية لخطاب مبارك، قال هلال «أنا على قناعة بأن الشباب والشعب المصرى قام بفك شفرة التغيير السياسى فى مصر، وهى عن طريق الشارع، وبإمكانهم أن يعودوا إلى الشارع بنهاية الفترة إن لم تكن النتائج مرضية»، واعتبر أنه «إذا استمرت المظاهرات والعصيان المدنى ربما يكسب المتظاهرون ميدان القاهرة والإسكندرية ويخسرون مصر»، موضحاًَ أن «إصلاح الدول وبناءها يحتاج إلى عمل شاق ومضن تتكاتف فيه فئات الشعب ولا تنقسم بين مؤيد ومعارض» ورأى أن استمرار المظاهرات والاعتصامات لفترة طويلة «يحمل فى طياته تدمير مصر اقتصادياً».
وأشار هلال- الذى لا يزال على علاقات وثيقة مع الإدارة الأمريكية على الرغم من استقالته من منصبه فى أكتوبر الماضى- إلى أن السياسة الأمريكية حتى الآن «متوازنة فى تناولها للملف المصرى، موضحاً أن «المصلحة الأمريكية الحقيقية هى فى الاستقرار، ومصر تلعب دائما دوراً أساسياً فى استقرار المنطقة وهذا شىء سيظل دائما مصلحة أمريكية، وفى نفس الوقت مصلحة مصرية».