فى شارع قصر العينى، كان محمد صبحى أحمد، عائداً من ميدان التحرير، بعد إلقاء الرئيس مبارك الخطاب الأخير، الشاب البالغ من العمر ٣٥ سنة ويعمل «مبلط سيراميك» يقول: «مبارك بخطابه هذا يريد مصر مستقرة وآمنة، ولهذا اتخذ قراره.. أى مثقف أو حزب معارض هيقول غير كده يبقى عايز يخرب فى البلد».
سيد على موسى، عاد من ميدان التحرير بمجرد سماعه خطاب الرئيس مبرراً ذلك بأن «الرئيس كان يقدر يسيبنا ويمشى، لكن هدفه دلوقتى زى ما قال إنه يرجع البلد ويسلم الحكم سلمى.. أناشد المتظاهرين فى ميدان التحرير إنهم لازم يمشوا.. إحنا عايزين ننام وخلصنا فلوسنا».
بعد أسبوع من التظاهر، قرر السيد فاروق، العودة إلى منزله بدار السلام بعد مشاهدته خطاب مبارك على شاشة عرض بميدان التحرير، وبرر عودته بأن الشعب المصرى لم يستطع أخذ حق واحد من حقوقه خلال ٣٠ عاماً، ولكنه نجح خلال أسبوع أن «يأخد كل حاجة»، محذراً من أن أحزاباً كثيرة و«الإخوان» يحاولون «تسخين الناس» من أجل الاستمرار فى الاعتصام.
أما محمد عبدالرحمن، ٢٥ سنة، فيقول إنه رضى بخطاب الرئيس وقرر مغادرة ميدان التحرير مع كثيرين، لأن «كلام الريس كان زى الفل.. هو كل اللى قاله إنه قبل ما يمشى عايز يظبطلنا الحكم»، بحسب تعبير الشاب، الذى تمكن من الحصول على فرصة عمل بالبريد المصرى.
«موافق.. ولكن».. هكذا كان لسان حال إبراهيم كامل، الطبيب بمستشفى قصر العينى، الذى يرى أنه لا مانع من الانتظار حتى نهاية فترة الرئيس ورؤية ما سيفعله خلال تلك الشهور، ولكنه مستاء من عدم تعرض «الخطاب» للمادة ٨٨ من الدستور والمتعلقة بالإشراف القضائى على الانتخابات.
تقول مى عزيز، الطبيبة البالغة من العمر ٢٤ سنة: «صبرنا ٣٠ سنة.. مافيهاش حاجة لو صبرنا ٨ شهور»، مشددة على ضرورة أن تكون هناك محاسبة لجهاز الشرطة وأمن الدولة، بسبب ترويعهم للناس وإفسادهم للأمن فى البلد. وبعد يوم طويل قضاه أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون المصرى، مطالباً ببقاء مبارك، قرر خالد مصطفى التوجه إلى ميدان التحرير، حيث تجمع مئات الآلاف هناك بعد الخطاب.
وفسر خالد قدومه بـ«كنت جاى هنا علشان أشوف الناس هنا بيقولوا إيه، فانتظار المزيد من الرئيس مبارك بعد خطابه يعد طمعاً»، لافتاً إلى أنه جاء من الدرب الأحمر، بعد مشاهدة الخطاب ليقول: «أكبر غلط أن الريس يسيب الحكم دلوقتى».
واتفق كريم محمد، الطالب بالجامعة العمالية والبالغ من العمر ٢٢ سنة، على أن الرئيس مبارك لا يمكن مغادرته السلطة الآن، مبرراً بأنه «ما فيش أمن والأحزاب والبرادعى وكل الناس دلوقتى عايزة تاخد البلد».
الخميس فبراير 03, 2011 10:59 am
