القاهرة - اخبار مصر
شهدت سوق الدروس الخصوصية انتعاشا ملحوظا في الآونة الاخيرة، خاصة بعد أزمة الكتب الخارجية، واضطرار الطلبة إلى الاتجاه للمذكرات والملازم، وارتفعت بورصة اسعار الدروس لتسجيل أعلى معدلاتها هذا العام، مقارنة بالاعوام الماضية، في الوقت الذي يستعد فيه الدكتور أحمد زكي بدر وزير التعليم لاعلان الحرب على أباطرة الدروس.
وأجمع الطلاب على أن اسعار الدروس الخصوصية هذا العام شهدت ارتفاعا ملحوظا عن العام الماضي، ليس فقط في سعر الحصة، بل في اسعار ملازم الشرح التي يبيعها المدرسون للطلاب للمذاكرة منها عوضا عن الكتاب الخارجي، مشيرين إلى أن معظم المدرسين لجأوا إلى رفع اسعار الحصة بحسب المنطقة والمدارس التي يعملون بها وارتفعت معها اسعار الملازم والملخصات.
وقال أحمد عبدالتواب طالب بالصف الثالث الثانوي باحدى المدارس الخاصة، إن مركزا للدروس الخصوصية فرض هذا العام 56 جنيها كرسوم تسجيل لدخول المركز، ثم رفع ثمن الحصة الواحدة من 53 إلى 40 جنيها ، بالاضافة إلى اسعار ملازم كل مدرس، والتي تتراوح بين 50 و60 جنيها للمادة الواحدة، ويقوم بعض المدرسين ببيعها للفصل الدراسي الاول فقط، على ان يشتري الطالب ملزمة اخرى مع بداية الفصل الدراسي الثاني، بحسب صحيفة الاخبار السبت.
وأكدت هديل عبدالرحيم طالبة بالصف الثالث الثانوي، انها ذهبت لحجز مكان لتلقي درس خصوصي في احد المراكز، فطلبوا منها دفع 200 جنيه مقابل ضمان مكان، بجانب100 جنيه نظير تسلمها ملازم المدرس بالاضافة لسداد ثمن ٥ حصص مقدما.
وتساءلت ايمان محمد والدة احد طلاب المرحلة الاعدادية، عن جدوي منع الكتاب الخارجي في حين لا توجد أي رقابة على مراكز الدروس الخصوصية المنتشرة على مستوى القاهرة الكبرى وبعض المحافظات، والتي تتربح من الطالب اضعاف ثمن الكتاب الخارجي.
وتوعد وزير التربية والتعليم بمواجهة حاسمة وقوية ضد الدروس الخصوصية، قائلا "معركتي المقبلة بعد معركة الكتب الخارجية ستكون مع مدرسي الدروس الخصوصية"، مؤكدا ان امبراطور الكيمياء وملك الفيزياء وامير الرياضيات وغيرهم من مدرسي الدروس الخصوصية، لا يمكن ان يتعاونوا مع الوزارة من خلال مشاركتهم في البرامج التعليمية، لان ما يتحصلون عليه من ربح لا يمكن ان تعوضهم عنه اية دولة في العالم.
وقال بدر إن المدرس الواحد يحصل خلال ايام الامتحانات وحدها، على نصف مليون جنيه أو اكثر كثيرا، وقال الوزير ان هؤلاء الاباطرة والملوك والامراء، لم يحملوا مثل هذه الالقاب لأنهم يعملون بمدارس التربية والتعليم وبمجرد ان يخرجوا من الوزارة فسوف يفقدون كل شيء، ويمكنني في لحظة واحدة ان انقل أيا منهم من المدرسة التي يعمل بها إلى مكان آخر لا يعرفه فيه احد.. ولن اتوقف إلا بعد ان اضع حدا لهذه المهزلة التعليمية.
٦٦٪ يعتمدون علي الدروس الخصوصية
وفي سياق متصل، كشفت دراسة اعدها مركز البحوث الاجتماعية والجنائية، أن ثلثي طلاب مصر "٦٦٪" يحصلون على دروس خصوصية، وان هذه الفئة تخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين التلاميذ.
وأوضحت الدكتورة ناهد رمزي مستشارة علم النفس بالمركز والتي اعدت الدراسة، أن التعليم في مصر يواجه مشكلات عديدة تتمثل في انتشار الدروس الخصوصية، ومجموعات التقوية والكتب الخارجية، والملخصات وغياب النشاط المدرسي واستخدام اسلوب العقاب من بعض المدرسين.
وأشارت إلى أن ظاهرة الدروس الخصوصية تهدد ميزانية الاسر التي لديها ابناء في التعليم، حيث اشار ٩٣٪ من العينة التي شاركت في البحث إلي انهم يصرفون نصف دخل الاسرة، بينما اشارت إلى ان ٦.٢٢٪ يصرفون ثلث الدخل، و١.٨١٪ ربع الدخل.
ومن ناحيته كشف الدكتور مجدي قاسم رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم، أن الهيئة لن تمنح شهادة الجودة والاعتماد للمدارس التي يعتمد طلابها على الدروس الخصوصية.
وأوضح أن فرق الهيئة التي نزلت في زيارات ميدانية شملت 1100مدرسة خلال الأيام الماضية، سألت طلاب هذه المدارس علي انفراد عن مدى اعتمادهم على الدروس الخصوصية التي يتلقونها خارج المدارس، بعيدا عن شرح المعلمين داخل الفصول، وتوصلت الهيئة إلى نتيجة مفادها ان طلاب مدرسة من هذه المدارس يعتمدون علي الدرس الخصوصي بشكل رئيسي، ولذلك فلن تحصل هذه المدرسة علي شهادة الجودة، لان ذلك يعني انها "تقصر في جذب الطلاب نحو الشرح بها وليست علي دراية بمستواهم العلمي".