فى يوم جديد تبدأ به سنة جديدة.. يصح أن ننشغل ونهتم بما نتمناه ونريده فى السنة الجديدة.. أو محتمل أن نبدأ السنة الجديدة بمراجعة وكشف حساب لسنة مضت وانتهت.. ومن الممكن أن نقوم بالاثنين معا وفى وقت واحد.. فيصبح الجرد الذى نقوم به للسنة الماضية بمثابة حصر لأخطاء لا نريدها أن تتكرر فى السنة الجديدة.. وهو ما أنوى القيام به الآن خاصة أن السنة القديمة انتهت بمباراة للأهلى والزمالك كانت مثار اهتمام معظم الناس وشغفهم ومخاوفهم وأحلامهم ورهاناتهم.. ومعظم التعليقات وردود الأفعال والأحكام بشأن تلك المباراة التى انتهت بتعادل الفريقين كانت طبيعية.. ولكن تبقى هناك أخطاء وتناقضات تستحق التوقف أمامها..
وعلى سبيل المثال.. سخر كثيرون من تعادل الزمالك متسائلين: ومتى إذن سيفوز الزمالك طالما لم يستطع الفوز والأهلى فى قمة ضعفه وارتباكه وبدون مدير فنى حقيقى ودائم، ولاعبوه بعضهم شاخ وبعضهم الآخر لم يعد قادرا أو متحمسا وساعيا للتألق؟.. وهو قطعا تفسير غريب لنتيجة مباراة كرة.. وليس له قصد إلا اختراع أى إهانة للزمالك أو التقليل من حجم ونجاح تجربة حسام حسن بأى شكل.. وعلى الناحية الأخرى هناك من سخروا من فرحة الأهلى بالتعادل مع الزمالك.. وكيف يفرح فريق يدعى القوة والعظمة بمجرد التعادل.. وعلى الرغم من أن مسؤولى الأهلى لم يعلنوا أبدا فرحتهم بالتعادل.. بل كانوا حزانى ومحبطين لأن الأهلى فى تلك المباراة استعاد قوته وصلابته وكان الأحق بالفوز..
إلا أن التعادل فى حسابات الكرة.. بل حتى الخسارة.. ليس فضيحة أو مهانة، والدليل أن نجوم وعشاق ريال مدريد لا يزالون أحياء بعد الخسارة بخمسة أهداف أمام برشلونة.. وهناك أيضا عشاق للأهلى أقنعتهم نتيجة القمة بأن زيزو هو المدرب القدير الذى يجب أن يبقى ويستمر قائدا للأهلى دون حاجة لخواجة جديد.. وهؤلاء أنفسهم هم الذين سيطالبون بقطع رقبة زيزو لو خسر الأهلى أول مباراة مقبلة ويقولون إنه رجل طيب لكنه مدرب فاشل.. هناك أيضا عشاق للزمالك قالوا إن حسام حسن أخطأ بشكل فادح فى التشكيل والتغيير وإدارة المباراة.. ولو فاز الزمالك لكانوا حتى الآن يلقون قصائد المديح والغزل فى موهبة حسام وقدرته.. والمؤسف أننا ننتظر حدثا واحدا له ظروفه وحساباته الخاصة لنطلق أحكاماً عامة ومطلقة ثم لا نخجل أبدا من تغييرها فى اليوم التالى مباشرة.
وهناك من يصرخ بأن إبراهيم حسن سيدمر الكرة المصرية ويشعل نار التعصب والجنون بانفعالاته وتصريحاته.. وأنا لا أوافق إبراهيم فى نصف تصريحاته ولا أصدق نصف كلامه وأحكامه.. ولكن هؤلاء الذين يتهمونه بالتعصب وإشعال ثورة الغضب.. يصبحون أسوأ من إبراهيم حسن وأكثر جنونا وتعصبا عند سماعهم أو قراءتهم أى كلمة تمس الأهلى من قريب أو بعيد.. وهناك عشاق للزمالك يفقدون أبسط أخلاق التعامل والأدب والاحترام حين يقول أحد أمامهم أى كلمة طيبة عن الأهلى.