توالت أمس ردود الفعل العربية والدولية على تنحى مبارك وتعهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة بانتقال ديمقراطى للسلطة فى مصر واحترام التعهدات الدولية السابقة.
ففى واشنطن، رحب الرئيس الأمريكى باراك أوباما بتعهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالقيام بعملية انتقال ديمقراطية للسلطة إلى حكومة مدنية منتخبة واحترام التعهدات الدولية لمصر، مشدداً على دعم بلاده لمصر، بما فى ذلك الدعم المالى، وذلك وفقا لبيان صحفى أصدره البيت الأبيض أمس الأول. ورحب أوباما بـ«التغير التاريخى» الذى حققه الشعب المصرى، وجدد إعجابه بالجهود التى يبذلها، فيما أكد قناعته بأن الديمقراطية ستجلب قدراً أكبر من الاستقرار فى المنطقة. وجدد الرئيس الأمريكى التزام بلاده القوى بدعم شرق أوسط أكثر سلماً وازدهاراً، وذلك بالتشاور الوثيق مع جميع شركائها الإقليميين.
وقال البيت الأبيض إن أوباما أجرى عدة اتصالات هاتفية مع زعماء مثل رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون والعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى ورئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان، لبحث آخر التطورات فى مصر. واتفق أوباما والملك عبدالله الثانى وكاميرون، وفقا لما ذكره بيان البيت الأبيض، على العمل معا بشكل وثيق، وعلى أهمية انتقال سلمى إلى حكومة ديمقراطية تستجيب لاحتياجات الشعب المصرى.
جاء ذلك قبيل ساعات من زيارتين يقوم بهما رئيس هيئة الأركان المشتركة بالجيش الأمريكى الأميرال مايك مولن إلى الأردن وإسرائيل، وذلك بهدف تهدئة مخاوف حليفيها الوثيقين فى الشرق الأوسط، حيث يمر الأردن بحالة من الاحتقان الشعبى وشهد فى الفترة الماضية موجة من الاحتجاجات ضد الحكومة، فيما تخشى إسرائيل أن يضر التحول الذى تشهده مصر بالعلاقات الثنائية مع القاهرة.
وفى تلك الأثناء، أعرب رئيس الوزراء الفلسطينى سلام فياض عن ثقته باستمرار دعم مصر للسلطة الفلسطينية رغم التغييرات السياسية التى تشهدها القاهرة، فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو مجددا أن «حكومة إسرائيل ترحب بإعلان الجيش المصرى أن مصر ستواصل احترام ومراعاة معاهدة السلام مع إسرائيل»، وذلك فى تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية عن نتنياهو خلال الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء أمس.
وبعدما استغلت واشنطن التغير فى مصر لتوجيه انتقادات لإيران، ركزت على الإجراءات التى اتخذتها الحكومة الإيرانية ضد التغطية الإعلامية للاضطرابات فى مصر باعتبارها «تكشف تخوفها من شعبها»، وجهت إيران هجوماً مضاداً لأمريكا، حيث اعتبر رئيس مجلس الشورى الإسلامى الإيرانى على لاريجانى أن الولايات المتحدة «تحيك المؤامرات من أجل مصادرة انتصار الشعب المصرى»،
وتابع: «نرى أن الشباب المصرى يتحلى بدرجة عالية من الوعى ونحن على ثقة بأن تحركات الشباب المصرى ستجلب الانتصار تلو الانتصار لمصر». وأضاف لاريجانى -على هامش مسيرة نواب مجلس الشورى الإسلامى للإعلان عن دعمهم لثورة الشعب المصرى أمس- أن «المسيرة الرمزية للنواب تهدف كذلك إلى إثبات أن الشعب الإيرانى عازم بإصرار على الدفاع عن أهداف الثورة الإسلامية وعن المستضعفين والوقوف بوجه الديكتاتوريات فى المنطقة».
ومن جهتها، اعتبرت الرئيسة السويسرية ميشلين كالمى رى أن ثورة مصر أثبتت أن «الأنظمة المتسلطة والظالمة» ليس لها مستقبل. وقالت رى إن الاتحاد السويسرى يجب أن يحافظ على علاقات ودية بين كل الدول، إلا أنها أشارت إلى أنه «من غير المقبول أن يمرر أشخاص بشكل خفى عن طريق أبوابنا ممتلكات حكومية إلى جيوبهم»، فى تصريح يعد بمثابة تبرير لقيام الحكومة السويسرية بتجميد الأرصدة المحتملة للرئيس المصرى السابق.
الإثنين فبراير 14, 2011 12:52 pm
