بعد كل التحية لشباب مصر الثائر الذى ظلمته أجيال كثيرة، وللشعب الذى آزر أبناءه، وللجيش الذى حمى الثورة، وللدماء الطيبة التى خضبت أرض مصر، فروت زهرة الثورة، حتى تفتحت، اسمحوا لى أن أطرح عليكم رؤيتى، لما أعتقد أننا نحتاجه، وافتقدناه فيما مضى.
فلا أظن أن هناك من يختلف فى أن أكثر مساوئ النظام الساقط هى الإدارة، فقد افتقدنا الإدارة السليمة العادلة، صدقونى حتى فى أثناء محاولة إدارة النظام لأزمته مع الثورة كان واضحاً بطؤه، وتهلهله الفكرى والإدارى، فكانت ردود أفعاله متأخرة، غير مناسبة للحدث الذى فى أرض الواقع، فيصبح رد الفعل غير ذى جدوى، مما يعنى أن، أن هناك غباء فى إدارة الأزمات، فإن كانت إدارة الأزمات سيئة بهذا الشكل الذى لاحظناه، فكم وكم إدارة الحياة الطبيعية.
فالإدارة إبان النظام الساقط، كانت تعتمد على أهل الثقة، وليس أهل الخبرة، فافتقد النظام رجلاً مثل الدكتور صبرى الشبراوى، رغم خبراته الهائلة، وأفكاره الإبداعية، ولنكن محقين، أن المشكلة هنا تكمن فى طريقة الاختيار السيئة للأشخاص، ومن ثم، علينا فى المستقبل، أن نضع قواعد نبنى عليها الوطن إدارياً،
ليصل كل من هو صاحب رؤية سليمة، كل من هو لديه قدرة على القيادة الحسنة ولا تكون الإدارة بالعاطفة، صدقونى أحبائى القراء، إن الخطوة الكبيرة التى نستطيع أن نخطوها نحو المستقبل، هى أن نضع كل صاحب خبرة فى مكانه السليم، ولست بحاجة أن أشير إلى أنه ليس شرطاً، أن كل من هو صاحب خبرة فقط هو الجدير بالمكان، وإنما أيضاً، من لديه كفاءة إدارية.
الإدارة أيها السادة علم، وفن، قبل أن تكون صرامة، وحزم، وشدة. والتقدم يبدأ من اختيار جيد لأصغر مدير فى أصغر مؤسسة أو شركة، وينتهى باختيار رئيس للجمهورية قادر على الإدارة الجيدة لكل مناحى الحياة بشكل علمى، وليس توزيعاً للكعكة على الأقارب، والأحباء، ومن دمه خفيف على القلب، وإلا سنجد أنفسنا قد عدنا لنفس المربع الذى نحن فيه الآن.
ولكى نستطيع الوصول لتلك النقطة، علينا أن نعطى كل من هم أصحاب مناصب مهما كانت بساطتها دورات فى الإدارة، وبالتالى نحصل على جيل دارس إدارة، قادر على أن يطبق العلم على أرض الواقع، ولديه القدرة على أن يتقبل آراء الآخرين، ويعمل بها إن كانت مناسبة فعلاً وعنده الاستعداد أن يترك منصبه لجيل قادم يحمل أفكار التطوير واثقاً من نفسه بما يتيح له أن يفتح بابه للجماهير ولموظفيه كى يتحاور معهم حوارا بناء ولا يكتبهم فهو واثق من قراراته وليس لديه مانع أن يكتشف أنه مخطئ فكله فى سبيل رفعة الوطن فقليل من الإدارة والتنظيم للوقت والأعمال واختيار المناسبين من الناحية العملية، ستصل بمصر لأعلى المراتب العالمية.
الإثنين فبراير 14, 2011 7:50 am
