وسط المتظاهرين وقف حازم الشناوى، المذيع فى القناة الثالثة، الذى اشتهر ببرنامج «الكاميرا فى الملعب» وإلى جواره مواطن غاضب يسأله بصوت مرتفع: «عاجبك اللى بينقله التليفزيون عننا ده؟» فيجيب بهدوء «آدينى واقف معاكم»، لكن مواطناً آخر يطالب بخروجه من ميدان التحرير عندما يعلم أنه من التليفزيون المصرى، فتتطوع مجموعة وتوضح للغاضبين أن الشناوى يقف متضامناً فى التحرير بصفة شخصية.
الشناوى يقف فى التحرير بعد جمعة الغضب حيث يقدم برنامجاً على الهواء يومها يسمى «مع الناس»، لكن تعليمات جاءته يومها بألا يتحدث عن الشباب الذى خرج للتظاهر، مما أصابه بحيرة وقلق، إذ خرج أبناؤه الثلاثة للمشاركة فى المظاهرات دون أن يستطيع أن يطمئن عليهم، وأدت التعليمات ومحاولة الشناوى للحديث عن المتظاهرين إلى تقليص مدة البرنامج يومها فلم يصل إلى ساعة.
يتذكر الشناوى بدايته فى القناة الثالثة: «أول ما القناة الثالثة فتحت كان أحداث الأمن المركزى فى ١٩٨٦ شغالة، ساعتها مجلس الشعب كان عايز يقفل القناة الثالثة عشان يوفر الكهرباء، لكنهم إدونا كاميرات ونقلنا الأحداث كما هى، وقتها اقترب التليفزيون المصرى من عقول وقلوب المشاهدين المصريين، الأمر الذى يمنعونه الآن، وفى الوقت نفسه حمل كل من يعمل بمبنى ماسبيرو ذنوب هذه السياسة الخادعة».
يومها قرر الشناوى الخروج إلى التحرير ليقف إلى جوار أبنائه الثلاثة، يسلم على الناس، يسأله البعض فى أمور كرة القدم، والبعض الآخر فى أمور السياسة، وتسأله سيدة عجوز «هو التليفزيون بقى عامل كده ليه يا ابنى؟!» فيجيب الشناوى بهدوء «حال الدنيا يا حاجة»،
تصل الشناوى منذ نزوله للتحرير تليفونات من قيادات التليفزيون ليسألوه عن مكانه فيجيبهم بأنه فى التحرير يضيف: «وكأن حد قايل لهم على خط سيرى.. الأسوأ إنهم طالبونى بالظهور على الشاشة عشان أقول البلد زى الفل وإن المتظاهرين قليلين فى الوقت اللى مظاهرات يوم الثلاثاء كانت ضخمة جداً، فبضطر أعتذر».