عادت الحياة إلى طبيعتها فى مديريات الأمن فى القاهرة الكبرى، وتمت إحالة العمل فى الأقسام المحترقة إلى أماكن أخرى قريبة، وبدا الانتشار الأمنى فى جميع القطاعات فى المديريات لضبط الخارجين على القانون والهاربين بعد أحداث الشغب والسلب والنهب التى شهدتها البلاد خلال الأيام الماضية، وتواجد عدد كبير من القيادات الأمنية فى الشارع وتأكدوا أمس من انتظام الحركة المرورية، وتم نشر القوات بصورة مكثفة، ورصدت «المصرى اليوم» التواجد الأمنى وأعمال الترميم فى بعض الأقسام التى تم حرقها.
شهدت مديريتا أكتوبر والجيزة حالة من الاستنفار الأمنى، فى محاولة لإعادة الانضباط إلى الشوارع وضبط الخارجين على القانون، وتم نشر وتوزيع قوات الأمن التى تضم ضباطاً وأفراداً من الأمن المركزى فى المناطق والميادين العامة بطريقة تدريجية بالإضافة إلى الدوريات الأمنية. واستعان رجال الأمن بـ٥٠٠ عامل لترميم أقسام الشرطة التى تم إحراقها، وبلغت ١٤ قسما ونقطة شرطة فى المديريتين، كما تلاحق الأجهزة الأمنية أكثر ٢٥٠٠ متهم كانوا محتجزين على ذمة قضايا داخل الأقسام، بجانب سرقة ١٥٠٠ قطعة سلاح متنوعة، فيما نجحت الأجهزة الأمنية فى ضبط ١٥٠٠ من الفارين من أقسام الشرطة وما يقرب من ٥ الآف سجين.. وتجرى حاليا إعادة تأهيل وتشغيل ما يقرب من ٢٧٠ سيارة شرطة تم حرقها.
ورصدت «المصرى اليوم» خلال جولتها اختفاء أجهزة الأمن من الطرق الفرعية والجانبية، وبدأت جولتها من منطقة العمرانية وشوارعها ثم الجيزة وبولاق الدكرور. وروى عدد من الضباط والأمناء والمجندين حالة الرعب التى عاشوها خلال الأيام الماضية، وأكدوا أنهم تلقوا فى الواحدة من صباح الجمعة قبل الماضى تعليمات من القيادات بتسليم أسلحتهم الميرى، بينما أكد أمناء شرطة أنهم تلقوا تعليمات بالانسحاب من مواقعهم وتركها للحفاظ على أرواحهم، ولفتوا إلى أنهم لم ينفذوا الأوامر ففوجئوا بأعداد هائلة من أسر المسجونين يقتحمون أقسام الشرطة وإلقاء قنابل المولوتوف بها واقتحامها والاستيلاء على الأسلحة الميرى، وأضاف المجندون أن الأهالى هاجموا أفراد الشرطة وحاولوا الانتقام من جميع الأفراد.
وقال الأمناء إن قطعة السلاح الواحدة تم بيعها بـ٥٠ جنيها لـ«الطبنجة» والآلى بـ٢٠٠ جنيه، بينما اتهم عدد من المواطنين رجال الشرطة بإحراق الأقسام والاستيلاء على الأسلحة والادعاء بسرقتها فى محاولة لبيعها.
والتقت «المصرى اليوم» بعض المواطنين.. قالت ابتسام محمد «مدرسة» إن ثورة الشباب حققت نجاحات هائلة، ويجب فض الاعتصام وإعادة رجال الشرطة إلى أماكنهم، لأن اللجان الشعبية بدأت تتحول إلى بلطجة وفرض إتاوات. وأضافت أن القائمين بأعمال الحراسة استخدموها كوظيفة وبدأوا يطلبون أجرا ماديا مقابل الحماية، بينما أكد عدد من القائمين بأعمال اللجان الشعبية أنهم يساعدون فى الحفاظ على أمن البلد، وأن قوات الأمن فى المديريات بدأت تتعامل معهم واستعانوا بهم فى تفتيش السيارات خوفا من بطش الأهالى.
ورصدت «الجريدة» عمليات الترميم بأقسام الجيزة وأكتوبر واستعان ضباط الشرطة بـ٥٠٠ عامل فى ترميم الأقسام ومنها أقسام شرطة الجيزة وبولاق الدكرور والعمرانية والطالبية وأقسام شرطة مركز أبوالنمرس والبدرشين والحوامدية. وأكدت مصادر أمنية أنه تم توزيع الضباط ونقل المستهدفين من قبل المسجلين خطر إلى أماكن أخرى.
وقال اللواء عمر الفرماوى، مساعد الوزير لأمن أكتوبر لـ«المصرى اليوم» إنه تم الاستغناء عن اللجان الشعبية المتواجدة بالشوارع والميادين العامة مع إعادة نشر أفراد من وزارة الداخلية، وأشار إلى أن اللجان الشعبية ساعدت أجهزة الأمن بأكتوبر فى القبض على ٣٥٠٠ هارب من السجون خلال الأيام الماضية. وتابع: تم نقل أعمال الـ٧ أقسام شرطة التى احرقت إلى أماكن بديلة، وأكد أنه تمت إعادة توزيع ونشر عدد من الضباط وتغيير أماكنهم ونشر الدوريات الأمنية بالشوارع.
وقال اللواء أسامة المراسى، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، تم نقل أعمال أقسام الشرطة التى تم إحراقها إلى مقر قسم شرطة الأهرام، لمتابعة سير العمل، كما تم نشر عدد من الدوريات الأمنية فى الميادين العامة، ورفع اللجان الشعبية بها بعد تقديم الشكر لهم على المجهود الذى قدموه لرجال الشرطة خلال الأيام العصيبة التى شهدتها البلاد، ولفت إلى ترميم أقسام الشرطة التى دُمرت بسبب أعمال السلب والنهب، وأشار إلى أن الأهالى ساعدوا رجال الشرطة فى تسليم كمية من الأسلحة التى تم الاستيلاء عليها وساعدوا المجندين فى أعمال الترميم. ولفت إلى أن وحدات المرور بدأت عملها صباح أمس، وأن جميع الملفات التى تم إحراقها فى وحدة مرور العجوزة مسجلة على جهاز الكمبيوتر، وجار حصر أعداد سيارات الأمن المركزى ومديرية الأمن التى احترقت.
وصرح مصدر أمنى بأن أجهزة الأمن بوزارة الداخلية وضعت خطة أمنية لإعادة السجناء الذين هربوا من داخل أقسام الشرطة، لأنه لا يمكن القبض عليهم خلال تلك الأيام بسبب الاحتقان فى الشارع، وأن «الوزارة» لم تسلم عدداً من أفراد الشرطة أسلحتهم خوفا من التعدى عليهم من قبل المسجلين بعد أن ترددت أنباء وأقاويل بتلقيهم تهديدات من قبل الهاربين من السجون.
وفى القاهرة، بدأت الحياة تعود من جديد فى أقسام الشرطة التى لم يتم إحراقها بعد أن تعرض ١٦ قسم شرطة إلى التدمير وتهريب السجناء ونهب الأسلحة، وعجز رجال الشرطة عن الصمود طويلاً ولاذوا بالفرار وتركوا مهام عملهم وأماكن خدمتهم بأقسام الشرطة.
وفى حلوان، شدد اللواء عابدين يوسف، مدير الأمن على أهمية تواجد رجال الشرطة فى جميع أنحاء المحافظة، وأمر بعودة جميع الأفراد والقيادات إلى نقاط تمركزهم، وتكثيف تواجدهم فى الشارع بالمرور على جميع الخدمات الأمنية ورجال المرور.
وأكد عابدين أنه تم نشر جميع الخدمات الأمنية ورجال المباحث والمرور فى جميع شوارع المحافظة لحماية المواطنين وإعادة الانضباط فى الشوارع.
وأوضح عابدين أن هناك تعاونا بين رجال الشرطة والقوات المسلحة من أجل تحديد أماكن الهاربين من السجون والمسجلين خطر وإلقاء القبض عليهم للقضاء على ما يسمى أعمال العنف والبلطجة التى انتشرت خلال الأيام الماضية.
الإثنين فبراير 07, 2011 10:32 am
