واصلت البورصة المصرية إغلاقها لليوم الخامس على التوالى مع استمرار الاضطرابات وعدم الاستقرار الأمنى والسياسى فى الشارع المصرى، مع توقعات قوية باستئناف العمل فى البورصة والبنوك مطلع الأسبوع المقبل، خاصة مع الإصلاحات التى تتبناها الحكومة الانتقالية، وفقا لخطاب الرئيس مبارك، وقالت البورصة إنها تأخذ قرار إغلاق السوق يوما بيوم نظرا للظروف.
قال مسؤول بالبورصة، طلب عدم الكشف عن اسمه، إنه من المرجح إعادة العمل بالبورصة والبنوك الأسبوع المقبل، خاصة بعد الخطاب الأخير للرئيس مبارك بشأن الإصلاحات السياسية، وبالتالى أصبح الوضع أفضل من الوقت السابق، وأكد أن البورصة مازالت تناقش مقترحات لضبط السوق عند استئنناف العمل، منها وضع أحد أقصى على المؤشر هبوطا وصعودا بخلاف تعديل مواعيد العمل لتصبح ساعتين أو ٣ ساعات بحد أقصى.
وفيما يعد أول رد فعل على خطاب مبارك ارتفعت أسعار شهادات الإيداع الدولية للشركات المصرية ببورصة لندن بشكل جماعى بنسب محدودة منها أوراسكوم تليكوم وأوراسكوم للإنشاء والمجموعة المالية هيرمس والبنك التجارى الدولى وارتفعت الأسواق العربية بشكل جماعى بنسب تراوحت بين ٠.٠٣٪ و٣٪ فيما عدا بورصة البحرين التى انخفضت بنسبة طفيفة، وارتفعت بورصة دبى ٣٪ والسعودية ١.٥٪ وقطر ١٪.
وحقق مؤشر سوق دبى أكبر مكاسب يومية له فى عشرة شهور مع انحسار المخاوف من امتداد الاضطرابات السياسية فى مصر وارتفاع الأسواق العالمية وسط توقعات بتقلب التداولات نتيجة هيمنة المضاربين عليها، وارتفع سهم «إعمار» العقارية ٥.٨٪، و«دريك آند سكل» ٦.١٪، أما سهم بنك دبى الإسلامى فصعد ٣.٧٪ بعد أن منحته «فيتش» نظرة مستقبلية مستقرة، وارتفع المؤشر ٣.٣٪ إلى ١٥٩٥ نقطة، لتنخفض خسائره الأسبوعية إلى ٢٪، وشهدت السوق تداول ١٧٥.٢٣ مليون سهم بقيمة ٢٧٨.٦١ مليون درهم.
وفى أبوظبى صعد المؤشر ١٪ إلى ٢٦٢٤ نقطة، وشهدت السوق تداول ١٢٨.٤ مليون سهم بقيمة ١٧١.٧ مليون درهم.
قال وائل عنبة، رئيس شركة الأوائل لإدارة المحافظ، إن الوضع أصبح إيجابيا خاصة مع الخطاب الأخير للرئيس مبارك، موضحا أن أول رد فعل على الخطاب كان ارتفاع شهادات الإيداع الدولية للشركات المصرية ببورصة لندن.
ووصف عنبة قرار «مبارك» بالحكيم، خاصة فى ظل الأوضاع الحالية وما له من تأثيرات إيجابية على الاقتصاد، مؤكداً صعوبة توقع حركة السوق خلال الأسبوع المقبل مع بداية استئناف العمل إلا أن المؤشرات الأولية تؤكد أن الوضع إيجابى.
وقال إن الأسواق العربية بدأت فى الصعود، لأن هبوطها الأيام الماضية كان على خلفية الأحداث السياسية فى مصر.
قال محسن عادل، العضو المنتدب لشركة «بايونيرز» لخدمات إدارة الصناديق إن الوضع أصبح أفضل بكثير من السابق خاصة مع بدء تحسن بعض المؤشرات، منها انخفاض تكلفة التأمين وصدور أول تقرير دولى لبنك «إتش إس بى سى» منذ الأزمة عن الأسهم المصرية.
وأكد تقرير «إتش إس بى سى» أن الأسهم المصرية أصبحت مغرية للشراء وهناك فرص جيدة لتحقيق مكاسب مرتفعة.
وأكد عادل لـ «المصرى اليوم» أنه يجب على البورصة اتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية تحسبا لأى هبوط حاد، منها إيقاف بعض الآليات مثل الشراء والبيع فى نفس الجلسة، وعدم تزامن فتح البورصة مع القطاع المصرفى، بحيث يمنع قيام المستثمرين ببيع أسهمهم بشكل عشوائى لتوفير سيولة نقدية.
وأشار عادل إلى أن البنك المركزى المصرى سدد، أمس، سندات بقيمة ٣.٥ مليار جنيه، بما يعد مؤشراً جيداً للدول بالتزام الدولة بتسديد ديونها فى مواعيدها، وقال الدكتور طلال توفيق، خبير أسواق مال، إن أكثر المخاوف لدى الأجانب فى الوقت الماضى كانت تتمثل فى الخطر السياسى، وهو ما حدث حاليا، وبالتالى انتهت مخاوفهم بما يسمح بدخول استثمارات أجنبية جديدة للسوق المصرىة خلال الفترة المقبلة، وقال إن العائد على شراء الأسهم فى الوقت الحالى أعلى من أى مخاطر سياسية متوقعة، لافتا إلى أن المستثمر الأجنبى لديه رغبة فى الشراء.
الخميس فبراير 03, 2011 11:16 am
